تأخّرت الطائرة عن الإقلاع لأكثر من ساعة.
حوالي الحادية عشرة والنصف كنّا في مطار الإمام الخميني (قدس سره) بطهران وكأنّ حلماً جميلاً قد انقضى بأروع لحظات اليقظة.
قد يكون ملفّ رحلة العراق ، رحلة العتبات ، بلغ نقطة النهاية الدينامكيّة ، لكنّه سيظلّ مفتوحاً يحاكي الماضي والحاضر والمستقبل ، ويفتح آفاقاً شتّى ومحاور عدّة على صعيد التحليل والاستنتاج والقراءة والمقارنة والمراجعة. كما سيبقى واحداً من أجمل صفحات الذاكرة التي تشمخ وتزهو أكثر كلّما مرّت الأيّام وتصرّمت سنّي العمر.
علينا الاعتراف بعدم استطاعتنا الإحاطة بكلّ مجريات الرحلة وأحداثها ومواقفها ونوادرها ; لكثافة برامجها وسرعة حركتها الفائقة وتعدّد رجالاتها ، إلى ذلك : أنّها حصلت في أيّام هي من أعظم أيّام العراق حضوراً جماهيريّاً هائلاً لا مثيل له ، امتلأت بهم كلّ الطرق والمدن المؤدّية إلى كربلاء المقدّسة.
والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.