قياساً إلى الأدنى منه رتبةً كالظنّ ـ حتى المعتبر منه ـ والشكّ والوهم.
وقد اختُلف في موضوع العلم اختلافاً شديداً ، هذا الاختلاف المشتمل بذاته أيضاً على آليات وأدوات وكيفيّات حصول العلم ، ولاسيّما في القرون الأخيرة حينما جعلت النهضة الاُوربيّة طريقها يمرّ عبر تخريم وتدمير المناهج والأنساق الفلسفيّة القائمة على الاُصول الأرسطويّة والقيم اللاهوتيّة والدينيّة المؤمنة بالغيب والماورائيّات ، فانحسر مدّ الكنيسة ـ التي تتحمّل وزراً كبيراً وعبئاً ثقيلاً في الانتكاسة التي أصابت فضاءات المبادئ السماويّة ـ واستشرى المذهب التجريبي القائم على الحسّ والانهماك في الطبيعة ، فازدهرت الأفكار الإلحاديّة وتراجعت شعبيّة الاُسس التوحيديّة تراجعاً موجعاً ، وتشدّق الإلحاديّون بما نالته الصناعات من قفزات كبيرة وتقنيات عظيمة بفضل النسق التجريبي الذي ترك آثاره الملموسة على القيم الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاعتقاديّة ، وعدّوا ذلك أوّل دليل على صحّة المدّعى وخطأ التوحيديّين ، وبقي الحال على هذا المنوال حتى برزت نظريّة الاحتمال التي أعادت الانتشار رويداً رويداً وجدولت الحسابات من جديد ، فأخذت الاُسس الدينيّة والغيبيّة فرصتها من جديد لتقول مرّة اُخرى : لابدّ من وجود شيء ما ، قوّة ما ، أوجدت الكون وتسيطر عليه وتعمل به طبق تصوّراتها ، لا أنّه ماكنة تعمل بحركة ديناميكيّة منتظمة كما يحلو للنيوتنيّة افتراضه كذلك.
عاد نزاع موضوعيّة العلم قويّاً من جديد بين من يرى العلم غير