وأُقدّم أمام ذلك فصلاً يشتمل على جمل لابدّ من معرفتها دون استيفائها ; فإنّ لاستيفاء الكلام فيها مواضع هي أليق به.
ومن الله استمدّ المعونة واستهديه إلى طريق الرشاد ، بمنّه وقدرته إن شاء الله تعالى (١). انتهى.
* * *
وقد التزم الشيخ (قدس سره) بما اختطّه ورسمه لتفسيره من منهج وخطوط عريضة ، ولم يتجاوزها وبقي متقيّداً بها في كتابة الجليل هذا ..
وكما قيل ، فإنّه جاء حافلاً جامعاً شاملاً لمختلف أبعاد الكلام حول القرآن ، لغةً وأدباً ، قراءةً ونحواً ، تفسيراً وتأويلاً ، فقهاً وكلاماً ... بحيث لم يترك جانباً من جوانب هذا الكلام الإلهي الخالد إلاّ وبحث عنه بحثاً وافياً ، في وجازة وإيفاء بيان.
ويحظى هذا الكتاب بقوّة ومتانة وقدرة علمية فائقة ، شأنه شأن أيّ كتاب جاء تأليفه في سنين عالية من حياة المؤلّف ; حيث يبدو من إرجاعات الشيخ (قدس سره) فيه إلى كتبه الفقهية والأُصولية والكلاميّة أنّه كتبه متأخّراً عن سائر كتبه في باقي العلوم.
وبحقّ ، فإنّ هذا التفسير قد حاز قصب السبق من بين سائر التفاسير التي كانت دارجة لحدّ ذاك الوقت ، والتي كانت أكثرها مختصرات تعالج
__________________
١. محمّد بن الحسن الطوسي ، التبيان ج ١ ص ٧ ـ ١٢ (طبع وتحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)).