محرّم صار إجهاضه وحذفه محلّ تساؤل كبير. نعم ، يمكن تنقيحه وتهذيبه بالشكل الذي يحفظ للشعائر حيويتها وطراوتها وعنفوانها.
إنّ حفظ فكر الحسين عليه السلام ونهضته قائمٌ بحفظ المظاهر والمحتوى ; إذ حفظ المظاهر بالشكل الصحيح يوفّر فرصة بقاء الكثيرين متمسّكين بالدين ومبادئ آل البيت عليهم السلام ، اُولئك الذين لا يتمكّنون بصورة واُخرى من اقتحام المحتوى والتعامل معه بروح علميّة معرفيّة منهجيّة ; نتيجة افتقادهم المقوّمات والمؤن والفضاء اللازم ، فهم من خلال مجالس الوعظ ـ مثلاً ـ والاستماع والمشاهدة وممارسة الشعائر يُبقون على عقيدتهم وعشقهم وثباتهم حيّاً نابضاً.
أمّا حفظ المحتوى فهو عمل تخصّصي لا ينهض به إلاّ ذوو المعرفة والعلم الذين توفّرت لهم المقوّمات والمؤن والفضاء المناسب للحصول على الرؤى والمفاهيم التي تكوّن الخزين الحافظ للدين وكلمته المقدّسة.
إنّنا نستطيع إيصال ثقافة نهضة الحسين عليه السلام ، ثقافة المحتوى والعمق الفكري ، عبر استخدام الوسائل والأدوات التي تمتاز بالجاذبيّة والاستقطاب والتأثير المباشر على أذهان الناس وأحاسيسهم ، وبذلك يمكننا الجمع بين المحتوى والمظاهر. ولا ننسى أنّ عالَم اليوم عالَم الفضاء والتواصل الاجتماعي والإعلامي. وبما أنّ رسالة الدين هي إسعاد البشريّة وهدايتها وأنّ نهضة الحسين (عليه السلام) مصداقٌ ألِقٌ من مصاديقها ، بات من الواجب إيصال ثقافة الحسين (عليه السلام) عبر أرقى السبل وأنجعها.