الفرصة التي يثبتون بها لياقاتهم وقدراتهم الفائقة ، إلامَ يزداد هؤلاء نعمةً ونفوذاً وثراءً ويزداد هؤلاء عسراً وانحساراً وفقراً ، إلامَ تنطلي مهارات المظاهر وخُدَع القشور على الناس ولا تجد الاُصول حيّزها الحقيقي فيهم؟!
لقد رسم الدين في مخيلتي وذهني وأفكاري وثقافتي إيقونةً مشرقةً من الأمل ولوحة جميلة من القيم والأخلاق والمبادئ. وحقّ الدين هو ذا لا غير .. لكنّي ومذ قرّرت الالتزام بكوني رجلاً مسلماً لازلت أبحث عن ذلك النموذج العملي ـ في مَن حوالي وبقربي أو يمكنني الوصول إليه ـ المبلور للقيم والأخلاق والمبادئ ، التي شاد الدين عليها وجوده وبنيانه ، لكنّي إلى الآن لم أهتد إلى هذا المورد ، اُريد أن أعرفه واُعايشه كي أتعلّم منه واستلهم منه وأجعله مناراً أهتدي به في ظلمات الانحراف والوسواس ، ولا ريب أنّ لنا في الرسول الأكرم والأئمّة الهداة والصلحاء من العلماء وسائر الناس المؤمنين ، اُسوة حسنة .. لكنّي أحتاج إلى من اُشافهه ويشافهني ، أشكو له لواعجي وآلامي ، أكشف له مواطن الضعف والخلل في ذاتي كي يرشدني ويعلّمني ، أفتقر الملاذ الآمن والكهف المطَمْئن الذي يحميني ويضمّني ويرعاني ويأخذ بيدي صوب مراتب المعرفة والكمال.
هل لي من طريق وسبيل إلى مولاي الغائب المنتظر روحي فداه؟ لا شكّ أنّي لست كفوءاً لذلك.