هل لي من طريق وسبيل إلى نائبه بالحقّ؟ على فرض معرفته والوصول إليه فإنّه قد لا يعيرني الاهتمام المطلوب ، ولا يمنحني مزيد المؤن التي احتاجها لفهم مبادئ وأخلاق وقيم الدين والعمل بها ، لكثرة المشاغل وازدحام الأفكار.
كيف لي العثور إذن على من يتبنّاني دينيّاً ، أعترف أنّه ليس بالأمر السهل لكنّه ليس بالمستحيل ، فالأرض لا تخلو من الصلحاء والنجباء والأخيار من العلماء وسائر الناس.
* * *
لا أجد تفسيراً مقنعاً لأن نحيا في بروج مشيّدة ونعيش عيشةً منعّمة بالأموال التي تصلنا بعناوين مختلفة والأعجب أنّنا نؤكّد والدين قبلها أكّد على وجوب الاستفادة منها استفادةً صحيحة. فهل التنعّم بتلك الأموال مصداق الاستفادة الصحيحة ، وهل الموائد الفاخرة والمظاهر الباذخة والسفرات الترفيهيّة والهدايا النفيسة من مصاديق ذلك ، وهل استعمال هذه الأموال أوراق قدرة ونفوذ وضغط وتركيع وإذلال وتمشية الكثير من القضايا على حساب الحقّ والقانون ـ الذي ترفض مراجعنا العظام تجاوزه حتى في بلاد الكفر ـ من موارد الاستفادة الصحيحة؟! وهكذا تستمرّ سلسلة الاستفهامات الاستنكاريّة مادامت المظاهر والقشور والشعارات حاكمة ، والأصل والجوهر والعمق محكوم.
إنّ أغلب الأفواه تصمت ولا تنبس ببنت شفة ذوداً عن الحقّ والقيم