وتعالى بمختلف الوسائط والإرساليّات أنّه خالقنا ويوجب علينا طاعته وعبادته وأن لا نشرك بعبادته شيئاً وأ نّه يغفر كلّ شيء إلاّ الشرك به.
الله تبارك وتعالى بهذه الصورة والمصداقيّة فرض نظاماً واسع الأبواب والفصول والمسائل والفروع ، استنبطنا منه لوائح من القيم والمبادئ والأخلاق ، هي لا تثمر شيئاً إن لم تبلور بالممارسة والتطبيق السليم.
لكنّ حياتنا العمليّة الواقعيّة تصنع وتُوجد الشريك له تبارك وتعالى في أغلب المراحل والظروف ، والنادر كالمعدوم ، الشريك له سبحانه وتعالى فاعلٌ ومتواجدٌ حتى في أدقّ خلايا المجتمع ناهيك عن الأوسع والأكبر منها. وجعْلُ الشريك متحقّقٌ سواء في مرحلة الوعي أو في مرحلة اللاوعي ، سواء أدرك الإنسان أنّه يفعل ويمارس ويفكّر شركاً ويرتّب الآثار واللوازم طبق ذلك أو لم يدرك.
وللشرك بالله تبارك وتعالى صورٌ وحالاتٌ وممارساتٌ تختلف باختلاف الأفراد والظروف :
فهناك من يرى في شخص صفات وشروطاً هي بذاتها مختصّة بالخالق سبحانه وتعالى وحده ، أو من مزايا الأنبياء والمعصومين (عليهم السلام) ، سواء كانت هذه الرؤية ـ كما أشرنا ـ عن وعي أو عدم وعي ، عن غفلة أو عن عمد.
بل قد يرى البعض في ذاته ذلك الأمر ، أي أنّه يرى في ذاته وجود