ثانياً : إنّهما تختلفان مبنائيّاً اختلافاً يكاد يكون مفصليّاً ، فحوزة النجف لا تتبنّى ـ مثلاً ـ مبدأ ولاية الفقيه المطلقة ، بخلاف حوزة قم التي تحمل راية هذا المبدأ ، الأمر الذي ترك آثاراً وانعكاسات واسعة على شتّى المحاور العلميّة والدينيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة.
وللحديث عن الحوزتين مجالات أوسع يضيق موردنا عن ولوجها والخوض فيها بإطناب.
ولعلّي اُوافقه الرأي في ما أبداه من تحفّظات على الفضاءات الحاكمة هنا وهناك واختياره الابتعاد والعزلة النسبيّة لأسباب أجد أغلبها واقعيّة ومنطقيّة.
أمّا انتقاده لآليّة التعامل مع بعض الإشكاليّات ، فالظاهر منه أنّه يرى وجود هذه الإشكاليّات لكنّه يختلف في اُسلوب بيانها وكيفيّة التعامل معها ، ويعتقد بأ نّنا قد لا نمتلك الرؤية الدقيقة والإحاطة الكافية بالواقع الاجتماعي الحاكم علينا.
بحكم كوني مسؤولاً عن ذاتي لا عن غيري ، لذا أنطلق من زوايتي فأقول :
لست جديد عهد بالواقع الاجتماعي الحاكم هنا ، إلى ذلك : عايشتُ طرف الإشكاليّة المعهودة معايشة الظلّ للظلّ ، وأقدمتُ على خطوات مشهودة ومدوّنة ومثبّتة على الأجهزة السمعيّة والبصريّة ، وتابعت الاُمور الثقافيّة والاجتماعيّة والإداريّة متابعة توثّقها مئات القصاصات والصفحات