وصاحب قاموس الرجال (١) أنكر وجود هذا الرجل ، وحكم بتحريف نسخة رجال الكشي ، وخطّأ الشّيخ أيضا ، وقال أنّه اغترّ بالنسخ المحرفة والمغلوطة من الكشّي ، وله كلام طويل غير نافع.
والحقّ أنّه لا دليل على تخطئة الشّيخ الطوسي قدسسره ، وجزم صاحب القاموس رحمهالله بها في غير محلّه ، وربّما يظهر من بعض الرجاليّين اتّحاده مع عبد الله بن محمّد الأسدي الحجال وأطال كلامه في ذكر القرائن غير أنّه واضح الفساد.
فإنّ المعنون من أصحاب الباقر عليهالسلام والحجال من أصحاب الرضا عليهالسلام كما صرّح بهما الشّيخ قدسسره.
ثمّ إنّ الرجل مجهول لم يرد فيه مدح ولا ذمّ ، ولكن جهالته لا تضرّ باعتبار الرّوايات المعتبرة سندا إلى أبي بصير وإن لم يفهم كونه مراديّا أو أسديّا (يحيي) ؛ وذلك لانصراف الكنية المذكورة إليهما دون عبد الله كما لا يخفى.
الرابع : يوسف بن الحارث ، قال الشّيخ في رجاله (٢) في أصحاب الباقر عليهالسلام يوسف بن الحارث بتري يكني أبا بصير وفي النسخة المطبوعة من رجال الكشي (٣) : وأبو بصير بن يوسف بن الحارث بتري (٤) وبين الكلامين خلاف ، فإنّ الشّيخ كنّي يوسف بأبي بصير والكشّي جعل أبا بصير ابن يوسف ، وأمّا احتمال التّعدّد ، فهو مرجوح غايته ، لكن قيل (٥) إنّ في الكشّي هكذا : وأبو نصر بن يوسف بن الحارث بتري. واشتبه الأمر على الشّيخ فقرأ أبا بصير مبدّلا النون بالباء الموحدة ومزيدا للياء المثناة بعد الصاد ، وحذف كلمة الابن فعدّه من أصحاب الباقر ، فأبو بصير يوسف بن الحارث لا وجود له في الأسانيد ، ولا في الرجال.
وعن المحدّث الحر في هامش وسائله : محمّد بن أحمد بن يحيى يروي تارة ، وعن يوسف بن الحارث وعن أبي بصير يوسف بن الحارث تارة أخرى ، وهما واحد.
__________________
(١) قاموس الرجال : ٦ / ١١٩.
(٢) رجال الطوسي : ١٤١.
(٣) رجال الكشي : ٣٣٤.
(٤) يقال : إنّ جماعة من الزيديّة دخلوا على أبي جعفر عليهالسلام ، وكان عنده زيد بن علي ، فأظهروا عقائدهم فقال لهم زيد : بترتم أمرنا بتركم الله. فسمّوا بتريّة.
(٥) قيل : أوّل من جري على الانكار الفاضل عناية الله القهباني ، فإنّه بعد ذكره أبا نصر بن يوسف ، قال : هكذا في نسخ الكتاب عندنا بأجمعها ، وهي متعدّدة مصحّحة وغير مصحّحة واشتبه على الشّيخ رحمهالله ... فقرأ أبو بصير يوسف بن الحرث. الخ.
أقول : نقله اتفاق النسخ المتعدّدة المذكورة على ما ذكره يوهن ما في النسخة المطبوعة عندنا.