توضيح وتحقيق
هل روي هؤلآء المشائخ الثّلاثة عن الضعفاء؟
وهل ثبت عن الشّيخ الطّوسي ما يخالف ادّعائه في حقّ ابن أبي عمير وصفوان والبزنطي بأنّهم لا يروون ولا يرسلون إلّا عن ثقة؟
أمّا الأوّل ، فقد ثبت أنّ ابن أبي عمير روي عن جماعة ضعفاء ، منهم : يونس بن ظبيان ، والمفضل بن صالح ، والمفضل بن عمر ، ومحمّد بن سنان ، وعلي بن أبي حمزة ، وأبو البختري ، وهب بن وهب ، وعلي بن حديد ، وعمرو بن جميع ، والحسين بن أحمد بن المنقري ، وغيرهم.
كما ثبت أنّ صفوان روي عن : صالح النيلي ، ويونس بن ظبيان ، وعلي بن أبي حمزة وأبو جميلة ومحمّد بن سنان وغيرهم.
وكما ثبت أنّ البزنطي روي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة وعن أبيه ، وعن أبي جميله وعن المفضل بن صالح وغيرهم.
ومجموع من روي عنهم هؤلآء المشائخ الثّلاثة رحمهالله ربّما يبلغ إلى : ٦٠٠ شخصا ، وقيل :
إلى أكثر من سبعمائة شخص.
لكن هنا أجوبة عن ذلك حتّى لا تضر هذه الموارد ، بأن هؤلآء الثّلاثة لا يروون ولا يرسلون إلّا عن ثقة.
الجواب الأوّل :
إنّ نسبة من ثبت في حقّهم التضعيف بالنسبة إلى من لم يثبت فيه الضعف ، من الّذين روي عنهم ، قليلة جدّا بحيث لا تضرّ بالإطمئنان ، فكأنّ تلك الموارد بمنزلة الشّاذ غير قابلة للاعتناء ، كما في نسبة الواحد إلى المائة أو الألف.
أقول :
هذا البيان يكفي لصحّة الكلية المذكورة بحسب العرف ، ولا يكفى لحجيتها ؛ إذ في كلّ مورد يحتمل أنّ الرّاوي من الشّاذ النادر ، فيكون ضعيفا فلا يجوز الأخذ برواياته ...
الجواب الثّاني :
من سيّدنا الأستاذ الحكيم قدّس سره في مستمسكه (١) لكنّه مع كونه خلاف ظاهر كلام الشّيخ رحمهالله ردّ لادعاء الشّيخ وتسليم للإشكال ، لا أنّه جواب له وسيأتي نقله.
__________________
(١) مستمسك العروة الوثقى : ١ ، ٤٢٤ و ٤٢٦.