٢. موثّقة إسماعيل (١) : لما قدم أبو إسحاق ـ يريد به الصّادق عليهالسلام ـ من مكّة فذكر له قتل المعلّى بن خنيس ، قال : فقام مغضبا يجرّ ثوبه فقال له إسماعيل ابنه : يا أبت ، أين تذهب؟ فقال : لو كانت نازلة لقدمت عليها ، فجاء حتّى قدم على داود بن علي ، فقال له :
يا داود لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك. قال : وما ذلك الذّنب؟ قال : قتلت رجلا من أهل الجنّة.
ثمّ مكث ساعة ، قال : إن شاء الله .... (٢)
٣. صحيح الوليد بن صبيح قال : جاء رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام يدّعى على المعلّى بن خنيس دينا عليه ، وقال : ذهب بحقّي. فقال له أبو عبد الله : «ذهب بحقّك الّذي قتله».
ثمّ قال للوليد : «قم إلى الرجل فاقضه من حقّه ، فإنّي اريد أن أبرد عليه جلده الّذي كان باردا». (٣)
٤. صحيح آخر له ... فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «رحم الله المعلّى بن خنيس ..» ثمّ قال : «افّ للدنيا! إنّما الدنيا دار بلاء يسلّط الله فيها عدوّه على وليّه ...». (٤)
أقول : يمكن المناقشة في الرّواية الاولى بأنّ دخول المعلّى الجنة لأجل شهادته ، وكذا في الثالثة لاحتمال استناد بردّ جلده إلى شهادته لا إلى عدالته ، فلا تدلّان على مدحه في حياته.
كما أنّ غضب الإمام وإقدامه على النازلة على ما في الرّواية الثانية ، يمكن أن يكون لما يرجع إلى شخصه من الإهانة الحاصلة من قتل وكيله ، لكن ذيل الرّوايه الثانية ظاهر ظهورا قويا في حسن حاله ، بل جلالته قبل شهادته وأنّ استحقاقه للجنّة من غير جهة شهادته ، كما أنّ الرّواية الرابعة أيضا لها ظهور في مدحه وجلالته مع قطع النظر عن قتله في سبيل إمامه ومذهبه.
وأمّا الرّوايات الذامّة له ، فعلى تقدير سلامة أسنادها لا تنفي وثاقته وصداقته ، فإنّ إذاعة الأسرار وأكل ذبائح اليهود اجتهادا لا يستلزم كذبه في المقال بوجه.
نعم ، في رواية البقباق إنّه قال الأوصياء أنبياء في مقابل قول عبد الله بن أبي يعفور أنّهم علماء أبرار أتقياء ، فدخلا على الصّادق عليهالسلام فخاطب عبد الله ابتداء بقوله عليهالسلام : يا «عبد الله أبرء ممّن قال إنّا أنبياء».
__________________
(١) على وجه في وثاقة إسماعيل.
(٢) المصدر : ٣٢٥.
(٣) وفي الكافي : فإنّي أريد أن يبرد عليه جلده ، وإن كان باردا».
(٤) روضة الكافي : ٣٠٤ ، الحديث : ٤٦٩.