وبين هذا وما سبق في روايات إبراهيم بن هاشم إختلاف.
٧. وقع الحسن بن محبوب في إسناد كثير من الرّوايات تبلغ ألفا وخمس مأة وثمانية عشر موردا روي عن الرضا عليهالسلام. وعن ستّين رجلا من أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام كان جليل القدر يعد في الأركان الأربعة في عصره. ونقل الكشّي إجماع الأصحاب على تصحيح ما يصحّ عنه وقال : إنّه مات في آخر سنة ٢٢٤ [ه] ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة.
ونقل الكشي أيضا برقم : ١٠٩٥ ، عن نصر بن الصباح أن أصحابنا يتّهمون ابن محبوب ؛ في روايته ، عن ابن أبي حمزة وسمعت أصحابنا أن محبوبا أبا الحسن كان يعطي الحسين بكلّ حديث يكتبه عن علي بن رئاب درهما واحدا.
أقول : لا عبرة بقول نصر فإنّه مجهول ، مع أنّ الكشّي نقل برقم : ٩٨٩ ، عن نصر أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى لا يروي عن ابن محبوب ؛ لأجل الاتهام المذكور ، ثمّ تاب أحمد بن محمّد فرجع قبل ما مات ...
لكن أبا حمزة الثّمالي مات في حياة الصّادق عليهالسلام ـ كما قيل ـ ومقتضى ما ذكره الكشّي أنّ الحسن بن محبوب تولّد بعد وفاة الصّادق عليهالسلام ، فكيف يمكن روايته عنه؟
وقيل : إنّه روي عن محمّد بن إسحاق المدني المتوّفي ١٥١ ه. (١)
أقول : والصحيح أنّ الثّمالي مات بعد وفاة الصّادق عليهالسلام بسنتين تقريبا ، فإنّه مات سنة ١٥٠ ه كما شهد به الصدوق في المشيخة ، والشّيخ والنجّاشي في رجالهما.
يقول السّيد الأستاذ في معجمه (٢) في ترجمة ثابت أبي حمزة الثمالي :
|
لا سند لما ذكره من أنّ الحسن بن محبوب مات سنة ٢٢٤ [ه] وأنّ عمره كان ٧٥ سنة ، إلّا ما ذكره الكشّي في ترجمة الحسن بن محبوب عن علي بن محمّد القتيبي ، عن جعفر بن محمّد بن الحسن بن محبوب ... لكن علي بن محمّد غير موثق ، فلا يعارض به ما ذكره النجّاشي والشّيخ. وما في الرّوايات من رواية ابن محبوب عن الثمالي. |
أقول : وعلى فرض صحّة ما في الكشّي لا إشكال في روايات الحسن عن الثمالي لإمكان وصول كتابه إليه بسند معتبر ، والحسن بن محبوب حاله أشهر من أن يروي عن كتاب وجادة ، فافهم. (٣)
__________________
(١) هذا القول غير ثابت فإنّ ابن محبوب روي عن أبي ولّاد عنه كما يظهر من روايات الكافي والفقيه ، فالواسطة سقطت من التهذيب. فانظر : معجم الرجال : ٦ / ٩٨ ، الطبعة الخامسة.
(٢) معجم رجال الحديث : ٣ / ٣٩١.
(٣) وروى الشيخ كتاب أبي حمزة بسنده عن ابن محبوب عنه. والنجاشي أيضا روي أحد كتابي ابن أبي حمزة بسنده ، عن ابن محبوب.