مطلقا ، سواء صحّ سند الراوندي إلى الصدوق ، أم لم يصحّ ، وهذا واضح.
٢. ما كان كلّ رواتها معتبرين قبل الصدوق إلى الإمام عليهالسلام ، وهذا هو مورد البحث ، وفيه احتمالان :
الأوّل : أن يفرض إنّ للراوندي طرقا أخر لم يذكرها في كتابه للاختصار ، مثلا : فروى بعض الأحاديث مرسلا ، وبعضها الآخر مسندا.
الثّاني : أن يفرض انحصار طرقه بما ذكره في كتابه ـ الّتي نقلناها هنا ـ فتكون جميع أحاديث كتابه مسندة ، وهذا يحتمل وجوها :
|
١. أن يفرض أنّ جميع ما ينقله بعد ذكر سند إلى ذكر سند آخر منقولا بالسّند السّابق ، سواء أشار إليه إجمالا أوّلا ، وسواء ذكر بلفظ واو العاطفة (وعن ابن بابويه) ، أو لم يذكر بحرف الواو (عن ابن بابويه). ٢. أن يفرض أن ما لم يشر إليه إلى السند منقولا بغير ذاك السند ، ولو في بعض الموارد. ٣. أن يفرض أن ما ذكره بلفظ العاطف منقولا بالسند السّابق ، ويفرض الفاقد عن العاطف بسند آخر مجهول عندنا. |
والذي ينبغي أن يقال :
إنّ ما ذكره مع سنده تفصيلا ، أو إجمالا ، هو أن يحكم بكونه مسندا إمّا صحيحا ، أو ضعيفا ، وما لم يذكره كذلك يحكم بكونه مرسلا ، ولا يعتمد على الاحتمالات ، والله العالم.
ثمّ إنّ هنا بحثا أعمق وأسبق ، وهو اعتبار أصل الكتاب وإحراز اتّصاله إلى مؤلّفه بالسند المتّصل المعتبر ، وقد بحثنا عنه في البحث الرابع والخمسين ، والله الهادي.