إجازة فلا تضر جهالته بصحّة المتون ، إذا فرضنا شهرتها بين أهل العلم من زمان المؤلّف إلى زمان المفيد رحمهالله. لكن إحراز الشهرة مشكل.
والطريق الثّاني : صحيح كما هو ظاهر.
والثالث : فيه : علي ابن الحسين السعدأبادي ، ولا دليل على وثاقته.
وأمّا الطريق الرابع والسادس فضعيفان ؛ لأجل الشّيباني وابن بطة.
والسابع : فيه : ابن أبي جيد ، والخامس عندي مشكوك بجهالة أحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي. (١)
وبالجملة : جميع ما رواه الشّيخ عن أحمد البرقي معتبر.
قال قدّس سره : ومن جملة ما ذكرته عن الفضل بن شاذان ما رويته بهذه الأسانيد ، عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان.
أقول : السند صحيح ظاهرا ؛ لأن إبراهيم ثقة أو حسن ، والفضل نفسه ثقة أيضا ، لكن مثل هذا الطريق كما عرفت غير مفيد ، (٢) على أنّ الشّيخ اشتبه في فهم أسانيد الكافي اشتباها ظاهرا ، والمراجع إلى الكافي يجزم بعدم رواية إبراهيم ، عن الفضل ، وأنّ الطريقان المذكوران في عرض واحد ، ولكن جعلها الشّيخ طريقا واحدا ، وهذا الاشتباه من مثله عجيب وإن كان ذا مشاغل متنوعة مختلفة كثيرة.
وقال الشّيخ في أواخر المشيخة : وما ذكرته عن الفضل بن شاذان ، فقد أخبرني به الشّيخ أبو عبد الله والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلّهم ، عن أبي محمّد بن (٣) الحسن بن الحمزة العلوي الحسيني الطبري ، عن علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري ، عن الفضل بن شاذان.
__________________
(١) يقول السّيد الأستاذ رحمهالله بعد احتمال اتّحاده مع أحمد بن عبد الله بن أميّة : يظهر من النجّاشي في ترجمة محمّد بن خالد بن عبد الرحمن أنّ عبد الله ، هو ابن أحمد ابن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي ، وكذلك في كمال الدين للصدوق ...
وحينئذ يكون أحمد حفيد البرقي لا ابن بنته ، فلم يذكر أحمد هذا بمدح ولا بقدح. انظر : معجم رجال الحديث : ٢ / ١٣٦. وللسيد البروجردي حول الرجل تحقيق لاحظ : الموسوعة الرجالية : ١ / ١١٦ و ١٤٨ ، وغيرهما الطبعة الاولى.
(٢) نعم ، هو مفيد بملاحظة ، ما تقدّم من كشف المراد من كلمة : «من جملة» في المشيخة.
(٣) هكذا في نسختي من المشيخة ، والظاهر ان كلمة ابن في المقامين من اشتباه مرتّب المطبعة.