أقول : الأسناد معتبر وأحمد هذا أيضا ثقة في نفسه ، لكن الإشكال فيه كالإشكال في سابقه فإنّ صحّة طريق الشّيخ إلى بعض رواياته عنه ، لا يفيد صحّة جميع رواياته عنه ، لو لم يعلم طرقه الآخر ، بل يسقط كلّها عن درجة الاعتبار لعدم التمييز ، وإنّما يرفع الإشكال في الموردين بما مرّ في تعليقتين سابقتين.
وقال في أواخر المشيخة بعد ذكر أسناده إلى علي بن مهزيار : وما ذكرته عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، فقد أخبرني به الشّيخ أبو عبد الله ، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله ، عنه.
وأخبرني أيضا الشّيخ عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد بن عبد الله والحسين ، عن أحمد بن أبي عبد الله.
وأخبرني به أيضا الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد الزراري ، عن علي بن الحسين السعدأبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله.
قال في الفهرست (١) ، في ترجمة أحمد البرقي المذكور :
أخبرنا بهذه الكتب كلّها وبجميع رواياته عدّة من أصحابنا ، منهم الشّيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد ، وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، وغيرهم ، عن أحمد بن سليمان الزراري (٢) ، قال : حدثنا مؤدبي علي بن الحسين السعدأبادي أبو الحسن القمّي ، قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله.
أخبرنا هؤلاء الثّلاثة ، عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، قال حدّثنا أحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي ، قال حدّثنا جدّي أحمد بن محمّد.
وأخبرنا هؤلاء إلّا الشّيخ أبو عبد الله ـ وغيرهم ، عن أبي المفضل الشّيباني ، عن محمّد بن جعفر بن بطة ، عن أحمد بن أبي عبد الله بجميع كتبه ورواياته.
وأخبرنا بها ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله بجميع كتبه ورواياته ، انتهى.
فهذه سبعة طرق.
أقول : الطريق الأوّل : فيه الاحتياط السّابق ؛ لأجل أحمد بن محمّد بن الوليد ، لكنّه شيخ
__________________
(١) الفهرست : ٤٥.
(٢) أحمد بن محمّد الراوندي ، وأحمد بن سليمان الزراري واحد ، وهو ثقة ، نعم ، سليمان اسم جدّه لا اسم أبيه.