والبدعة الكبرى ، كالرفض الكامل والغلوّ فيه ، والحطّ على أبي بكر وعمر (رضياللهعنهما) والدعاء إلى ذلك ، فهؤلآء لا يقبل حديثهم ولا كرامة. وأيضا فلا استحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مأمونا ، (١) بل الكذب شعارهم ، فالشّيعي الغالي في زمان السلف ، وعرفهم هو من تكلّم في عثمان والزبير وطلحة وطائفة ممّن حارب عليّا عليهالسلام ، وتعرض لسبهم.
وفي زماننا وعرفنا هو الّذي كفر هؤلآء السادة وتبرء من الشّيخين ، فهذا ضالّ مفتر.
وبالجملة : اختلف الناس في رواية الرافضة على ثلاثة أقوال :
أحدها : المنع مطلقا.
الثّاني : الترخيص مطلقا ، إلّا فيمن يكذب ويضع.
والثالث : التفصيل فتقبل رواية الرافضي الصّدوق العارف بما يحدّث ، وترد رواية الرافضي الداعية ولو كان صدوقا. (٢)
ونسب هذا التفصيل إلى أكثر أهل الحديث.
وقال أحمد بن حنبل :
|
ثلاثة كتب ليس لها أصول ، وهي المغازي والتفسير والملاحم ، وقال بعضهم : ينبغي أن يضاف إليها الفضائل فهذه أودية الأحاديث الضعيفة. |
وقال ابن حيان : من كان منكر الحديث على قلّته لا يجوز تعديله إلّا بعد السبر ، ولو كان ممّن يروي المناكير ، ووافق الثقات في الإخبار ، لكان عدلا مقبول الرّواية ؛ إذ الناس في أقوالهم على الصلاح والعدالة حتّى يتبيّن منهم ما يوجب القدح ، هذا حكم المشاهير من الرّواة فأمّا ، المجاهيل الّذي لم يرو عنهم إلّا الضعفاء فهم متروكون على الأحوال كلّها.
ونقل عنه :
أنّ العدل من لم يعرف فيه الجرح ؛ إذ التجريح ضد التّعديل ، فمن لم يجرح فهو عدل حتّى يتبيّن جرحه ؛ إذ لم يكلّف الناس ما غاب عنه.
لكن تعجب منه ـ أي : من أصالة العدالة ـ بعضهم ، وقال : إنّ الجمهور على خلافه.
__________________
(١) كذب واضح دعته إليه العصبية الحمقاء ، نعوذ بالله منهما ، فإنّ الصّادقين يوجدون بكثرة في جميع طوائف المسلمين وغيرهم.
(٢) هو خلاف القاعدة ، ولا وجه له سوى العصيبة.