وزاد الشّيخ في فهرسته : الهيثمّ بن عدي وجعفر بن محمّد الكوفي.
فهؤلآء ستّة وعشرون رجلا.
قال : أبو العبّاس بن نوح : وقد أصاب شيخنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن الوليد في ذلك كلّه ، وتبعه أبو جعفر ابن بابويه رحمهالله على ذلك. إلّا في محمّد بن عيسى بن عبيد فلا أدري ما رأيه (ما رأبه) فيه لأنّه كان على ظاهر العدالة والثقة.
أقول : عبارة محمّد بن الحسن لا تدل على تضعيف محمّد بن عيسى.
نعم ، لابن الوليد كلام آخر نقله الشّيخ في ترجمته في (الفهرست ص ١٨٢ برقم ٧٨٩) عن الصدوق : سمعت ابن الوليد رحمهالله يقول : كتب يونس بن عبد الرحمن الّتي هي بالروايات كلّها صحيحة يعتمد عليها ، إلّا ما ينفرد به محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ولم يروه غيره ، فإنّه لا يعتمد عليه ولا يفتي به. (١)
وهو ظاهر في تضعيف الرجل كما لا يخفى ، لكن لازم هذا الكلام أن كلّ من روي عن يونس ثقة سوى حفيد عبيد ، ويبعد أن يعتقد ابن الوليد وثاقتهم ، وهم يزيدون على العشرين رجلا ، منهم أحمد بن هلال الّذي استثناه فيما سبق ، فيفهم إنّ الاستثناء ليس لأجل ضعفه ، بل لعمليات اجتهاديّة تتعلق برواياته.
على أنّ النجّاشي بعد نقل كلام ابن الوليد الأخير يقول : ورأيت أصحابنا يذكرون هذا القول ويقولون من مثل أبي جعفر محمّد بن عيسى؟
فالعمدة في اثبات ضعفه تضعيف الشّيخ إياه ، بل ضعفه مكرّرا على خلاف عادته ، كما في محكي الاستبصار ، وفي فهرسته وفي رجاله في أصحاب الهادي عليهالسلام ، وفي باب من لم يرو عنهم عليهمالسلام ، لكن في الأولين بعد قوله في حقّه ضعيف ، عقبه بقوله : استثناه أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه ، عن رجال نوادر الحكمة ...
يقول سيّدنا الأستاذ الخوئي قدّس سره : إنّ تضعيف الشّيخ ، كما هو صريح كلامه هنا ـ أي : في الاستبصار ـ وفي فهرسته مبنيّ على استثناء الصدوق وابن الوليد إيّاه .... (٢)
__________________
(١) وفي فهرست النجّاشي في ترجمة محمّد بن عيسى نقلا عن الصدوق ، عن ابن الوليد : ما تفرد به محمّد بن عيسى من كتب يونس ، وحديثه لا نعتمد عليه ...
(٢) معجم رجال الحديث : ١٨ / ١٢٢ ، الطبعة الخامسة.