لا يقال : عمل الطائفة بروايتهم يصحّح طريق الشّيخ إليه ، فإنّه يقال : لعلّ للطائفة العاملة طريقا أو طرقا آخر إليهم ؛ ولذا لا نقول بوثاقة النوفلي مع أنّ الطّائفة عملت بروايات السّكوني الّذي يروي عنه النوفلي كما قيل ، فتأمّل. ولا حظ البحث الثّامن والثلاثين في حقّ السكوني.
٢. قال النجّاشي في ترجمة جعفر بن بشير أبي محمّد بعد توثيقه ومدحه بالعبادة والنسك : كان أبو العبّاس بن نوح ، يقول : كان يلّقب فقحة العلم. وعن خلاصة العلّامة : قفه العلم (١) ، روي عن الثّقات ورووا عنه .... (٢)
٣. وقال في ترجمة رافع بن سلمة : ثقة من بيت الثّقات وعيونهم. (٣)
أقول : هاتان العبارتان ـ وهكذا عبارة الشّيخ ـ تصدق مع الغلبة ، وليس لهما ظهور في العموم حتّى نحكم بوثاقة كلّ من روي عنه جعفر أو روي عنه ، وبوثاقة جميع أهل بيت رافع وإن شئت فقل : لا حصر فيهما (٤) فلا ينفى عدم ضعيف أو ضعفاء في الموردين المذكورين.
__________________
بحار الأنوار : ٤٩ / ٢٩٣ و ٥٣ / ١٤٤. لم يعلم إنّ هؤلآء لهم قرابة بالطاطري المعنون ، أي : علي بن الحسن؟
فإنّ مراد الشّيخ من الطاطريين هو : جماعة خاصّة لا مطلق من سمّي بالطاطري من الرّواة.
وهذا واضح وهذه نكته مهمّة.
(١) الفقحة بمعنى : الزهرة ، أي : زهرة العلم والقفه. وبالضم وتشديد الفاء : الوعاء.
(٢) خلاصة العلّامة : ٩٢.
(٣) المصدر : ١٢٨.
(٤) وقال الشّيخ في التّهذيب : ١ / ١٩٦ ، بعد نقل رواية لجعفر بن بشير بسندين أوّلهما عمّن رواه عن أبي عبد الله عليهالسلام : أوّل ما فيه أنّه خبر مرسل منقطع الأسناد ... يجب إطراحه ... وقال بعد السّند الثّاني ، عن عبد الله بن سنان أو غيره : فأورده ، وهو شاك فيه وما يجري هذا المجرى لا يجب العمل به ، إلّا أن يقال : إنّ تأليف الفهرست متأخّر عن تأليف التّهذيب ، والعدول عن الرّأي السّابق أمر شائع.