هذا هو الأرجح في المقام بحسب الدّليل ، وإن لم يرتضه أكثر علماء الشّيعة وأهل السنّة ، أو معظمهم ، لكن الحقّ أحقّ أن يتّبع ، والله يهدي من يشاء إلى صراط المستقيم.
تتمّة : وعن محكي عيون أخبار الرضا عليهالسلام (١) بالأسانيد الّتي لا يبعد اعتبار مجموعها عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليهالسلام في كتابه إلى المأمون :
|
محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا الله ... والولاية لأمير المؤمنين والمقبولين من الصّحابة الّذين مضوا على منهاج نبيّهم صلىاللهعليهوآله ، ولم يغيّروا ولم يبدّلوا ، مثل : سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود وعمّار بن ياسر ، وحذيفة اليماني وأبي الهيثمّ بن التيهان ، (٢) وسهل بن حنيف ، وعثمان بن حنيف وأخويه ، وسائل ـ وعبادة بن الصّامت وأبي أيّوب الأنصاري ، وخزيمة بن ثابت ذي الشّهادتين وأبي سعيد الخدري ، وأمثالهم رضياللهعنهم. والولاية لأتباعهم وأشياعهم والمهتدين بهدايتهم السالكين منهاجهم. (٣) |
أقول : لا يبعد دلالة الرّواية على وثاقة هؤلآء زائدة على ثبوت اعتقادهم بالإمامة ، بل يمكن دلالة الرّواية على ما هو فوق الوثاقة ، بل هو المتعيّن إن رجع الضّمائر في قوله والولاية لاتباعهم وما يليه ، إليهم كما هو قضيّة السيّاق لا إلى الأئمّة عليهمالسلام وحدهم. ولاحظ هذه الجملات بتغيير ما في رواية الأعمش في البحار. (٤)
وعن أبي زرعة الرّازي : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قبض عن مأة وأربعة عشر ألف صحابي ممّن روي عنه وسمع منه ، فقيل له أين كانوا وأين سمعوا؟ قال : أهل المدينة وأهل مكة ومن بينهما من الأعراب ، ومن شهد معه حجّة الوداع ، كلّ رآه وسمع منه بعرفة. (٥)
ثمّ إنّ العلماء اختلفوا في تعريف الصّحابة وتحديد معنى الصّاحب ـ أي : صاحب النّبيّ صلىاللهعليهوآله ـ على أقوال متشتتة ، وقد وفّقني الله تعالى في هذه الأيّام ـ أيّام التّصحيح للطبعة الثّالثة لهذا الكتاب ـ لتأليف رسالة مفردة حول الصّحابة ، وما استدلّ به لعدالتهم وما ينافيها ، وما قيل في تعريف الصّحابة ، وما يتعلّق بهم على ضوء الكتاب والسنة والتاريخ ، نسأل الله التوفيق لطبعها. (٦)
__________________
(١) عيون اخبار الرضا عليهالسلام ، ٢ / ١٢١ ـ ١٢٦.
(٢) قيل كلمة : (بن) لم ترد في بعض النسخ.
(٣) الوسائل : ٣٠ / ٢٣٥ ، الفائدة السابعة ، الطبعة الأخيرة.
(٤) بحار الأنوار : ١٠ / ٢٢٧ ، ٢٧ / ٥٢ و ٦٥ / ٣٦٣ و ٣٦٤.
(٥) التحديد المذكور رجم بالغيب.
(٦) وقد وفّقني الله لطبعها في آخر هذا الكتاب ، الطّبعة الثّالثة.