ولى قضاء الرصافة بعد موت جعفر بن عيسى الحسني في أيام المعتصم ، وحدّث عن الصّبّاح بن محارب. روى عنه ابن أخيه محمّد بن كثير.
أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أنبأنا عبد الباقي بن قانع ، حدّثنا محمّد بن كثير بن سهل الرّازيّ ، حدّثنا عمي شعيب بن سهل ، حدّثنا الصّبّاح بن محارب عن سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرّحمن السلمي عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أفضلكم من علّم القرآن وتعلمه» (١).
هذا غريب جدّا من حديث الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرّحمن ، لا أعلمه يروى إلّا من هذا الوجه.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي قال : ولى المعتصم القضاء أول خلافته شعيب بن سهل الرّازيّ وجعل إليه الصلاة بالناس في مسجد الرصافة في أيام الجمع والأعياد ، وعلى قضاء القضاة أحمد بن أبي دؤاد ، وخليفته ابنه أبو الوليد.
أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغويّ ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال : سنة سبع وعشرين ومائتين فيها وثب قوم يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من شهر ربيع الأول في مسجد الرصافة على رجلين من الجهمية ، فضربوهما وأذلوهما ، ثم مضوا إلى مسجد شعيب بن سهل القاضي يريدون محو كتاب كان كتبه على مسجده ، يذكر فيه أن القرآن مخلوق ، فأشرف عليهم خادم لشعيب فرماهم بالنشاب ، فوثبوا فأحرقوا باب شعيب وانتهب ناس منزله ، وأرادوا نفسه فهرب منهم ، وهو أول قاض حرق بابه ، وانتهب منزله فيما بلغنا ، وكان يقول قول جهم ، مبغضا لأهل السنة ، متحاملا عليهم ، منتقصا لهم ، لا يقبل لأحد منهم صرفا ولا عدلا.
وقال الحارث أيضا : سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها عزل عبد الرّحمن بن إسحاق القاضي عن الجانب الغربي ، وعزل شعيب بن سهل عن الجانب الشرقي.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، أخبرنا محمّد بن
__________________
٤٨١٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٤٦.
(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٩٠٨. وسنن ابن ماجة ٢١١ ، ٢١٢. ومسند أحمد ١ / ٥٧ ، ٦٩. والمصنف لعبد الرزاق ٥٩٩٥. وحلية الأولياء ٨ / ٣٨٤.