ذكر محمّد بن أبي الفوارس أنه حدّثه شيئا يسيرا عن جعفر الفريابي. قال : وتوفي يوم الأحد لأربع بقين من جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
من بني تيم اللات بن ثعلبة أحد شعراء الدولة العبّاسية ، له مدائح في الأمين والمأمون ، ومن أخباره :
ما أخبرني عليّ بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب ، أخبرني الصولي ، حدّثني عبد الله بن الحسين ، حدّثني البحتريّ عن إبراهيم بن الحسن بن سهل قال : كان المأمون يتعصب للأوائل من الشعراء ، ويقول : انقضى الشعر مع ملك بني أمية ، وكان عمي الفضل بن سهل يقول له : الأوائل حجة وأصول ، وهؤلاء أحسن تفريعا ، إلى أن أنشده يوما عبد الله بن أيّوب التّيميّ شعرا مدحه فيه ، فلما بلغ قوله :
ترى ظاهر المأمون أحسن ظاهرا |
|
وأحسن منه ما أسر وأضمرا |
يناجي له نفسا تريع بهمة |
|
إلى كل معروف وقلبا مطهرا |
|
||
ويخشع إكبارا له كل ناظر |
|
ويأبى لخوف الله أن يتكبرا |
طويل نجاد السيف مضطمر الحشا |
|
طواه طراد الخيل حتى تحسرا |
رفل إذا ما السلم رفل ذيله |
|
وإن شمرت يوما له الحرب شمرا |
فقال للفضل : ما بعد هذا مدح ، وما أشبه فروع الإحسان بأصوله.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ ، حدّثنا المعافى بن زكريّا ، حدّثنا عبد الله بن منصور الحارثي ، حدّثنا أبو إسحاق الطلحي قال : حدّثني عبد الله ابن القاسم قال : عشق التّيميّ جارية عند بعض النخاسين ، فشكا وجده بها إلى أبي عيسى بن الرشيد ، فقال أبو عيسى للمأمون : يا أمير المؤمنين إن التّيميّ يجد بجارية لبعض النخاسين ، وقد كتب إلى بيتين يسألني فيهما ، فقال : وما كتب به إليك؟
فأنشده :
يا أبا عيسى إليك المشتكى |
|
وأخو الصبر إذا عيل اشتكى |
ليس لي صبر على هجرانها |
|
وأعاف المشرب المشتركا |
__________________
٥٠٢٣ ـ انظر : النجوم الزاهرة ٢ / ١٨٩. والأعلام ٤ / ٧٣.