وقال في موضع آخر : في حديثه نكارة.
أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : صالح بن حسّان متروك الحديث مديني ، وقيل بصري.
أحد الشعراء. اتهمه المهديّ أمير المؤمنين بالزندقة ، فأمر بحمله إليه ، وأحضره بين يديه ، فلما خاطبه أعجب بغزارة أدبه ، وعلمه ، وبراعته ، وحسن بيانه ، وكثرة حكمته ، فأمر بتخلية سبيله ، فلما ولى رده وقال له : ألست القائل؟
والشّيخ لا يترك أخلاقه |
|
حتى يوارى في ثرى رمسه |
إذا ارعوى عاد إلى جهله |
|
كذي الضنى عاد إلى نكثه |
قال : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : فأنت لا تترك أخلاقك ، ونحن نحكم فيك بحكمك في نفسك ، ثم أمر به فقتل. وصلب على الجسر. ويقال إن المهديّ أبلغ عنه أبيات يعرض فيها بالنبي صلىاللهعليهوسلم ، فأحضره المهديّ وقال له : أنت القائل هذه الأبيات؟ قال : لا والله يا أمير المؤمنين ، والله ما أشركت بالله طرفة عين ، فاتق الله ولا تسفك دمي على الشبهة ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ادرءوا الحدود بالشبهات» (١) وجعل يتلو عليه القرآن ، حتى رق له وأمر بتخليته ، فلما ولى قال : أنشدني قصيدتك السينية ، فأنشده حتى بلغ البيت أوله :
والشّيخ لا يترك أخلاقه
فأمر به حينئذ فقتل. ويقال إنه كان مشهورا بالزندقة ، وله مع أبي الهذيل العلّاف مناظرات ، وشعره كله أمثال ، وحكم ، وآداب ، ومن مستحسنات قصائد صالح القصيدة القافية.
أنشدناها عبيد الله بن أبي الفتح ، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل. قالا : أنشدنا
__________________
٤٨٤٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٩١.
(١) انظر الحديث في : كشف الخفا ١ / ٧٣. ونصب الراية ٣ / ٣٣٣. وكنز العمال ١٢٩٥٧ ، ١٢٩٧٢.