القاسم التوزي أبي ـ وأنا أسمع ـ للعبّاس الخيّاط في صالح بن أحمد بن حنبل :
جاد بدينارين لي صالح |
|
أصلحه الله وأخزاهما |
فواحد تحمله ذرة |
|
ويلعب الريح بأقواهما |
بل لو وزنا لك ظليهما |
|
ثم عمدنا فوزناهما |
لكان ـ لا كانا ولا أفلحا |
|
عليهما يرجح ظلّاهما |
قلت : قد اعتدى هذا القائل في قوله وما ذكر به صالحا ، لأنه كان من السماحة على خلاف ما ذكره.
حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر قال : حدّثنا أبو بكر الخلّال قال : كان صالح بن أحمد بن حنبل سخيّا جدّا. أخبرني الحسن بن عليّ الفقيه ـ بالمصيصة ـ قال : كان صالح قد افتصد ، فدعا إخوانه ، قال : وأنفق في ذلك اليوم نحوا من عشرين دينارا في طيب وغيره ، وأحسب قال : كان في الدعوة ابن أبي مريم وذكر عدة ، قال : فإذا أبو عبد الله قد دق الباب ، قال : فقال له ابن أبي مريم : أسبل علينا الستر لا نفتضح ، ولا يشم أبو عبد الله رائحة الطّيب. قال : فدخل أبو عبد الله فقعد في الدار وسأله عن أحواله وقال له : خذ هذين الدرهمين فأنفقهما اليوم وقام فخرج ، فقال ابن أبي مريم لصالح : فعل الله بك وفعل لم أردت أن تأخذ الدرهمين منه؟!
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول : صالح بن أحمد بن حنبل قدم أصبهان قاضيا عليها ، وتوفي بها سنة خمس وستين ومائتين.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وكان صالح بن أحمد بن حنبل قد ولى القضاء بأصبهان ، فخرج من هاهنا فمات بها ، وذلك في شهر رمضان سنة ست وستين ، وله حينئذ ثلاث وستون سنة كان مولده في سنة ثلاث ومائتين.
سمع أبا العتاهية الشّاعر ، وأبا عمرو الشّيباني ، وهارون بن حاتم ، وأبا سعيد الأصمعي ، ومحمّد بن زياد بن الأعرابي. حدّث عنه أبو عليّ الحسن بن عليل العنزي ، ومحمّد بن خلف بن المرزبان ، ومحمّد بن عبد الملك التاريخي ، وأبو عبد الله الحكيمي.