ابن الهيثم الخزاعيّ كان ثقة ، وكان من ساكني بغداد وبها كانت وفاته في سنة تسع عشرة ومائتين.
صاحب الكتاب «المختصر في النحو». قدم بغداد وناظر بها يحيى بن زياد الفراء.
وقيل إنه مولى بجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث بن خثعم ، وقيل له الجرمي لأنه كان ينزل في جرم ، وكان ممن اجتمع له مع العلم صحة المذهب وحسن الاعتقاد ، وأسند الحديث عن يزيد بن زريع ، ويحيى بن كثير الكاهلي. روى عنه أحمد بن ملاعب المخرّميّ ، وأبو خليفة الجمحي ، وغيرهما.
أخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمّد بن عترة الموصليّ ، أخبرنا أبو هارون موسى ابن محمّد بن هارون الأنصاريّ الزرقي ، حدّثنا أحمد بن ملاعب ، حدّثنا صالح بن إسحاق الجرمي ، حدّثنا يحيى بن كثير ـ وكان يثني عليه خيرا ـ قال : حدّثنا هشام بن حسّان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كان رجل فيمن كان قبلكم يبايع بالأمانة ، فجاءه رجل فبايعه بالأمانة فحضره الأجل وقد خب البحر وفسد ، فلم يقدر على إتيانه ، فنقر خشبة وجعل فيها زنة ذلك الذهب» (١) وذكر ذلك الحديث. قال عبد القاهر : كذا في كتاب أبي هارون.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن عليّ البزّار ، أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي قال : أبو عمر الجرمي اسمه صالح بن إسحاق ، وهو مولى لجرم ابن ريان ، وجرم من قبائل اليمن.
وقال أبو العبّاس محمّد بن يزيد : هو مولى لبجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث. قال أبو سعيد : أخذ أبو عمر النحو عن الأخفش وغيره ، ولقى يونس بن حبيب ولم يلق سيبويه ، وأخذ اللغة عن أبي عبيدة ، وأبي زيد ، والأصمعي ، وطبقتهم. وكان ذا دين ، وأخا ورع.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ـ بالكوفة ـ أخبرنا أبو الحسن العروضي ، أخبرنا أبو إسحاق الزجاج قال : سمعت أبا العبّاس المبرد يقول : كان الجرمي أثبت القوم في كتاب سيبويه ، وعليه قراءة الجماعة ، وكان عالما باللغة حافظا لها ، وله كتب انفرد بها.
__________________
٤٨٥٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٠١.
(١) انظر الحديث في : تفسير ابن كثير ٢ / ٢٣٦.