سمعت طاهر بن عبد العزيز يقول : مولدي في سنة ست وخمسين وثلاثمائة. ومات في جمادى الآخرة ـ أو رجب ـ من سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
سمع بجرجان من أبي أحمد الغطريفي ، وبنيسابور من أبي الحسن الماسرجسي ـ وعليه درس الفقه ـ وسمع أيضا غيره من شيوخ نيسابور ، وقدم بغداد فسمع من موسى بن جعفر بن عرفة ، وأبي الحسن الدّارقطنيّ ، وعليّ بن عمر السّكّري ، والمعافى ابن زكريّا الجريري ، واستوطن بغداد وحدّث ودرس ، وافتى بها ثم ولى القضاء بربع الكرخ بعد موت أبي عبد الله الصّيمريّ ، فلم يزل على القضاء إلى حين وفاته. اختلفت إليه وعلقت عنه الفقه سنين عدة.
وسمعته يقول : ولدت بآمل في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وخرجت إلى جرجان للقاء أبي بكر الإسماعيلي والسماع منه ، فوصلت إلى البلد في يوم الخميس فاشتغلت بدخول الحمام ، ولما كان من الغد رأيت أبا سعد بن أبي بكر الإسماعيلي فأخبرني أن أباه قد شرب دواء لمرض كان به ، وقال لي : تجيء في صبيحة غد لتسمع منه ، فلما كان في بكرة يوم السبت غدوت للموعد ، وإذا الناس يقولون مات أبو بكر الإسماعيلي ، فنظرت وإذا به قد توفي في تلك الليلة.
سمعت أبا الحسن محمّد بن محمّد بن عبد الله القاضي يقول : ابتدأ القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ بدرس الفقه ، وتعلم العلم وله أربع عشرة سنة ، فلم يخل به يوما واحدا إلى أن مات.
سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن عبد الله المؤدّب يقول : سمعت أبا محمّد البافي يقول : أبو الطّيّب الطّبريّ أفقه من أبي حامد الأسفراييني.
وسمعت أبا حامد الأسفراييني يقول : أبو الطّيّب الطّبريّ أفقه من أبي محمّد البافي وكان أبو الطّيّب الطّبريّ ثقة ، صادقا دينا ، ورعا عارفا بأصول الفقه وفروعه ، محققا في علمه ، سليم الصدر ، حسن الخلق ، صحيح المذهب ، جيد اللسان ، يقول الشعر على طريقة الفقهاء.
__________________
٤٩٢٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٦ / ٣٩.