أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي قال : أنشدني محمّد بن القاسم بن خلاد لابن النطاح في أبي دلف :
وإذا بدا لك قاسم يوم الوغى |
|
يختال خلت أمامه قنديلا |
وإذا تلذذ بالعمود ولينه |
|
خلت العمود بكفه منديلا |
وإذا تناول صخرة ليرضها |
|
عادت كثيبا في يديه مهيلا |
قالوا وينظم فارسين بطعنة |
|
يوم اللقاء ولا يراه جليلا |
لا تعجبوا لو كان مدّ قناته |
|
ميلا إذا نظم الفوارس ميلا |
حدثني الأزهري قال : في كتابي عن سهل بن الديباجي حدّثنا أحمد بن أحمد بن الفضل الأهوازيّ قال : أنشد بكر بن النطاح أبا دلف :
مثال أبي دلف أمة |
|
وخلق أبي دلف عسكر |
وإن المنايا إلى الدار ع |
|
ين بعين أبي دلف تنظر |
فأمر له بعشرة آلاف درهم ، فمضى فاشترى بها بستانا بنهر الأبلة ثم عاد من قابل فأنشده :
بك ابتعت في نهر الأبلة جنة |
|
عليها قصير بالرخام مشيد |
إلى لزقها أخت لها يعرضونها |
|
وعندك مال للهبات عتيد |
فقال له أبو دلف : بكم الأخرى؟ قال : بعشرة آلاف ، قال : ادفعوها إليه ، ثم قال له : لا تجئني قابل فتقول بلزقها أخرى ، فإنك تعلم أن لزق كل أخرى أخرى متصلة إلى ما لا نهاية له.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه والحسن بن عليّ الجوهريّ ـ قال عمر أخبرنا وقال الحسن حدّثنا ـ محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا محمّد بن المرزبان ، حدثني الحسين بن الصّلت العجلي ، حدثني سماعة بن سعيد قال : أتى جعيفران أبا دلف يستأذن عليه وعنده أحمد بن يوسف فقال الحاجب جعيفران الموسوس بالباب ، فقال أبو دلف : ما لنا وللمجانين ، فقال له أحمد بن يوسف أدخله فلما دخل قال :
يا ابن أعز الناس مفقودا |
|
وأكرم الأمة موجودا |
لما سألت الناس عن واحد |
|
أصبح في الأمة محمودا |
قالوا جميعا إنه قاسم |
|
أشبه آباء له صيدا |