أخبرنا محمّد بن الحسن بن محمّد الأهوازي ، حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد اللغوي ، حدّثنا أحمد بن عمرو الحنفيّ ، حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري ، حدّثنا الأصمعي قال: كتب كلثوم بن عمرو إلى رجل :
إن الكريم ليخفي عنك عسرته |
|
حتى تراه غنيا وهو مجهود |
وللبخيل على أمواله علل |
|
زرق العيون عليها أوجه سود |
إذا تكرهت أن تعطي القليل ولا |
|
تكون ذا سعة لم يظهر الجود |
بث النوال ولا يمنعك قلته |
|
فكل ما سد فقرا فهو محمود |
قال : فشاطره ماله حتى بعث بنصف خاتمه ، وفرد نعله.
أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم المخزوميّ ، حدّثنا عثمان بن أحمد ابن عبد الله الدّقّاق ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي قال : أنشدت للعتابي :
ألا قد نكس الدهر |
|
فأضحى حلوه مرا |
وقد جربت من فيه |
|
فلم أحمدهم طرا |
فالزم نفسك اليأس |
|
من الناس تعش حرا |
أخبرنا أحمد بن عليّ بن الحسين المحتسب ، أخبرنا المعافى بن زكريا ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، حدّثنا الرقاشي قال : قال مالك بن طوق للعتابي : يا أبا عمرو رأيتك كلمت فلانا فأقللت كلامك؟ قال : نعم! كانت معي حيرة الداخل وفكرة صاحب الحاجة ، وذل المسألة ، وخوف الرد ، مع شدة الطمع.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أخبرنا المعافى بن زكريا ، حدّثنا محمّد ابن يحيى الصولي ، حدّثنا محمّد بن يزيد قال : دخل العتابي على يحيى بن خالد البرمكي ، وكانت له جارية يقال لها خلوب تجالس الأدباء ، وتناقض الشعراء ، فقال لها يحيى : يا جارية سليه عن حاله ، فأنشدت الجارية تقول :
إذا شئت أن تقلي فزر متواترا |
|
وإن شئت أن تزداد حبا فزر غبا |
فأنشأ العتابي يقول :
بقيت بلا قلب لأني هائم |
|
فهل من معير يا خلوب بكم قلبا |
حلفت لها بالله إنك منيتي |
|
فكوني بعيني حيث ما نظرت نصبا |
عسى الله يوما أن يرينيك خاليا |
|
فأحظى بلحظ من محاسنكم قربا |
وقد قال بيتا ما سمعت بمثله |
|
خلى من الأحزان لم يذق الحبا |
إذا شئت أن تقلي فزر متواترا |
|
وإن شئت أن تزداد حبا فزر غبّا |