نجوت وهذا تحملين طليق
والإقراض : فعل القرض. والقرض : السلف ، وهو بذل شيء ليرد مثله أو مساويه ، واستعمل هنا مجازا في البذل الذي يرجى الجزاء عليه تأكيدا في تحقيق حصول التعويض والجزاء. ووصف القرض بالحسن لأنه لا يرضى الله به إلّا إذا كان مبرّأ عن شوائب الرياء والأذى ، كما قال النابغة :
ليست بذات عقارب
وقيل : القرض هنا على حقيقته وهو السلف ، ولعله علق باسم الجلالة لأن الذي يقرض الناس طمعا في الثواب كأنه أقرض الله تعالى ؛ لأن القرض من الإحسان الذي أمر الله به وفي معنى هذا ما جاء في الحديث القدسي «أن الله عزوجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه» الحديث. وقد رووا أن ثواب الصدقة عشر أمثالها وثواب القرض ثمانية عشر من أمثاله.
وقرأ الجمهور «فيضاعفه» بألف بعد الضاد ، وقرأه ابن كثير ، وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بدون ألف بعد الضاد وبتشديد العين. ورفع «فيضاعفه» في قراءة الجمهور ، على العطف على (يُقْرِضُ) ، ليدخل في حيز التحضيض معاقبا للإقراض في الحصول ، وقرأه ابن عامر وعاصم ويعقوب بنصب الفاء على جواب التحضيض ، والمعنى على كلتا القراءتين واحد.
وقوله : (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ) أصل القبض الشد والتماسك ، وأصل البسط : ضد القبض وهو الإطلاق والإرسال ، وقد تفرعت عن هذا المعنى معان : منها القبض بمعنى الأخذ (فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ) [البقرة : ٢٨٣] وبمعنى الشح (وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ) [التوبة : ٦٧] ومنها البسط بمعنى البذل (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) [الرعد : ٢٦] وبمعنى السخاء (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) [المائدة : ٦٤] ومن أسمائه تعالى القابض الباسط بمعنى المانع المعطي.
وقرأ الجمهور : (ويبسط) بالسين ، وقرأه نافع والبزي عن ابن كثير وأبو بكر عن عاصم والكسائي وأبو جعفر وزوج عن يعقوب بالصاد وهو لغة.
يحتمل أن المراد هنا : يقبض العطايا والصدقات ويبسط الجزاء والثواب ، ويحتمل أن المراد يقبض نفوسا عن الخير ويبسط نفوسا للخير ، وفيه تعريض بالوعد بالتوسعة على