أولا ـ شرح الصدر ، أي جعله فسيحا رحيبا ، قويا عظيما لتحمل أعباء النبوة والرسالة.
وثانيا ـ حطّ الذنوب والمعاصي التي تعد ثقيلة وكبيرة بالنسبة لقدره ومنزلته ، وإلا فهي ليست ذنوبا على الحقيقة ؛ لأن الأنبياء معصومون منها ، ولم يسجد لصنم أو وثن قط ، ولم يصدر عنه كفر أصلا قبل النبوة. وهذا يستدعي كمال عقله وروحه ، وتبرئته من الوزر الذي ينشأ عن النفس والهوى ، وهو معصوم منهما.
وثالثا ـ رفع ذكره وإعلاء شأنه ومقامه في الدنيا والآخرة وتنزيه مقامه عن كل وصم ، قال ابن عباس : يقول له : لا ذكرت إلا ذكرت معي في الأذان ، والإقامة ، والتشهد ، ويوم الجمعة على المنابر ، ويوم الفطر ، ويوم الأضحى ، وأيام التشريق ، ويوم عرفة ، وعند الجمار ، وعلى الصفا والمروة ، وفي خطب النكاح ، وفي مشارق الأرض ومغاربها.
ولو أن رجلا عبد الله جلّ ثناؤه ، وصدّق بالجنة والنار وكل شيء ، ولم يشهد أن محمدا رسول الله ، لم ينتفع بشيء ، وكان كافرا (١).
٢ ـ جعل الله تيسيرا ورحمة على العباد يسرين مع كل عسر ، قال قوم : إن من عادة العرب إذا ذكروا اسما معرّفا ، ثم كرروه ، فهو هو ، وإذا نكّروه فهو غيره ، وهما اثنان ، ليكون أقوى للأمل ، وأبعث على الصبر.
٣ ـ الحثّ على المواظبة على العمل الصالح واستدامته ، وعلى عمل الخير والإقبال على فعله ، فعلى العاقل ألا يضيع أوقاته في الكسل والدعة ، ويحرص بكل قواه على تحصيل ما ينفعه في الدارين.
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٢٠ / ١٠٦ ـ ١٠٧