ويزيل ما في المثانة من الرمل ، ويسمّن البدن ، ويفتح مسام الكبد والطحال ، وهو خير الفواكه وأحمدها.
وكونه دواء لأنه يتداوى به في إخراج فضول البدن ، وفي الحديث الحسن الذي رواه ابن السني وأبو نعيم عن أبي ذر ، وضعفه السيوطي : «إنه يقطع البواسير ، وينفع من النّقرس».
وكذلك الزيتون فاكهة وإدام ودواء ، يعصر منه الزيت الذي هو إدام غالب لبعض أهل البلاد ودهنهم ، ويدخل في كثير من الأدوية ، قال تعالى : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ ، لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) [النور ٢٤ / ٣٥]. وقال صلىاللهعليهوسلم فيما رواه أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة وهو ضعيف : «كلوا الزيت وادّهنوا به ، فإنه من شجرة مباركة».
(وَطُورِ سِينِينَ) هو الجبل الذي كلّم الله عليه موسى بن عمران عليهالسلام ، وهو طور سيناء.
(وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) أي مكة المكرمة التي كرمها الله بالكعبة المشرفة ، وبميلاد النبي صلىاللهعليهوسلم وإرساله فيه ، سمي أمينا لأنه آمن ومأمون فيه ، كما قال تعالى : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) [آل عمران ٣ / ٩٧].
أقسم الله سبحانه بهذه المواضع الثلاثة ؛ لأنها مهابط وحي الله على أولي العزم من الرسل ، ومنها أضاءت الهداية للبشر. وجاء في آخر التوراة ذكر هذه الأماكن الثلاثة : جاء الله من طور سيناء ـ يعني الذي كلم الله عليه موسى بن عمران ـ وأشرق من ساعير ـ يعني جبل بيت المقدس الذي بعث الله منه عيسى ـ واستعلن من جبال فاران ـ يعني جبال مكة التي أرسل الله منها محمدا صلىاللهعليهوسلم. وذكرهم مخبرا عنهم على الترتيب الوجودي بحسب ترتيبهم في الزمان ، ولهذا أقسم بالأشرف ثم الأشرف منه ، ثم بالأشرف منهما.
ثم ذكر جواب القسم المحلوف عليه ، فقال :