علي آيات لم ير مثلهن : (قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) إلى آخر السورة ، و (قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) إلى آخر السورة.
وقال : هذا حديث حسن صحيح ، ورواه مسلم أيضا.
الاستعاذة من شرّ الشياطين
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ
النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ
فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦))
الإعراب :
(مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) إما بدل من (شَرِّ الْوَسْواسِ) وتقديره : أعوذ بربّ الناس من شرّ الجنّة والناس ، وإما متعلق بمحذوف تقديره : الكائن من الجنة والناس ، الذي يوسوس في صدور الناس. وفي (يُوَسْوِسُ) ضمير الجنّة ، وذكّره ؛ لأنه بمعنى الجنّ ، وكنى عنه مع التأخير ؛ لأنه في تقدير التقديم ، كقوله تعالى : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) [طه ٢٠ / ٦٧] فتقدم الضمير ؛ لأن موسى في تقدير التقديم ، والضمير في تقدير التأخير.
البلاغة :
(أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وما بعدها : الإضافة للتشريف والتكريم والاستعانة ، فقد أضيف الرّب إلى الناس ؛ لأن الاستعاذة من شرّ الموسوس في صدورهم ، استعاذوا بربّهم مالكهم وإلههم ، كما يستعيذ العبد بمولاه إذا دهمه أمر. قال أبو حيان : والظاهر أن (مَلِكِ النَّاسِ) ، (إِلهِ النَّاسِ) صفتان. وقال الزمخشري : عطف بيان للرّب ، فإن الرّب قد لا يكون ملكا ، والملك قد لا يكون إليها.
(بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلهِ النَّاسِ) إطناب بتكرار الاسم ، زيادة في التكريم والعون ، ومزيد البيان ، والإشعار بشرف الإنسان.