فلمّا كان من الغد أتاها فقال لها : انطلقي معي إلى قبره فوقف عليه عيسى عليهالسلام ، ثمّ دعا الله عزّوجلّ فانفرج القبر وخرج ابنها حيّاً ، فلمّا رأته اُمّه ورآها بكيا فرحمهما عيسى عليهالسلام ، فقال عيسى عليهالسلام : أتحبّ أن تبقى مع اُمّك في الدنيا؟ فقال : يا نبيّ الله بأكل ورزق ومدّة أم بغير أكل ولا رزق ولا مدّة؟ فقال عيسى عليهالسلام : بل بأكل ورزق ومدّة تعمّر عشرين سنة ، وتزوّج ويولد لك ، قال : نعم إذاً ، فدفعه عيسى عليهالسلام إلى اُمّه فعاش عشرين سنة وتزوّج وولد له » (١).
الثاني عشر : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « علل الشرائع والأحكام » ـ في باب العلّة التي من أجلها اتّخذ الله إبراهيم خليلاً ـ قال : سمعت محمّد بن عبدالله بن طيفور يقول : إنّ إبراهيم سأل ربّه أن يُحيي له الموتى ، فأمره أن يميت له الحيّ سواءً بسواء لما أمره بذبح ابنه إسماعيل ، وإنّ الله أمر إبراهيم أن يذبح أربعة من الطير طاووساً ونسراً وديكاً وبطّاً. ثمّ ذكر القصّة السابقة وأنّ الله أحياها له. وذكر ما في ذلك من الإشارة (٢).
الثالث عشر : ما رواه ابن بابويه أيضاً في « العلل » ـ في باب النوادر بعد أبواب الحجّ ـ : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن عمرو (٣) ، عن (٤) صالح بن سعيد ، عن أخيه سهل الحلواني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « بينا عيسى بن مريم في سياحته إذ مرّ بقرية فوجد أهلها موتى في الطريق والدور ، فقال : إنّ هؤلاء ماتوا بسخطة ولو ماتوا بغيرها تدافنوا ، قيل له : ياروح
____________
١ ـ الكافي ٨ : ٢٣٧ / ٥٣٢.
٢ ـ علل الشرائع : ١٣٦ / ٨.
٣ ـ في « ك » : محمّد بن أبي عمير.
٤ ـ في « ك » : وعن.