سمّي ذو القرنين ذا القرنين (١) : ـ عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورمة ، عن القاسم بن عروة ، عن بريد العجلي ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّ ابن الكوّا قال له : أخبرني عن ذي القرنين؟ فقال : « لم يكن نبيّاً ولا ملكاً ، ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضّة ، ولكن كان عبداً أحبّ الله فأحبّه الله ، وإنّما سمّي ذا القرنين ; لأنّه دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم حيناً ، ثمّ عاد إليهم فضربوه على قرنه الآخر. وفيكم مثله » (٢).
ورواه الطبرسي في « الاحتجاج » مرسلاً (٣).
أقول : سيأتي التصريح بأنّهم لمّا ضربوه مات ، ثمّ أحياه الله ، فرجع مرّتين ثمّ ملك ما بين المشرق والمغرب.
وذكر رئيس المحدّثين في « الخصال » وفي كتاب « كمال الدين » وذكر علي بن إبراهيم وغيرهما (٤) أنّ المراد بقوله : « وفيكم مثله » يعني نفسه أي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام أخبر عن نفسه بأنّ حاله كحال ذي القرنين ، فعلم من ذلك أنّ ذا القرنين لمّا ضرب على قرنه مات كما مات أمير المؤمنين عليهالسلام ، وانّه يعود كما عاد ، ويملك كما ملك ، ويفهم من كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » : أنّ الله أوحى إلى ذي القرنين وخاطبه بكلام طويل ، وكلّفه بدعاء الناس إلى دينه ، والحكم بينهم ، وذلك يدلّ على أنّه كان من الدعاة إلى الله ومن حجج الله على خلقه ، والمطلب حاصل على كلّ حال.
____________
١ ـ ( ذا القرنين ) لم يرد في « ح ، ش ، ط ، ك ».
٢ ـ علل الشرائع : ٣٩ / ١ ، باب ٣٧.
٣ ـ الاحتجاج ١ : ٥٤٥ / ١٣٢.
٤ ـ الخصال : ٢٤٨ / ١١٠ ، كمال الدين : ٣٩٤ / ٤ و ٥ ، تفسير القمّي ٢ : ٤٠ ـ ٤٢.