جماعة ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن أحمد بن خلف ـ وذكر حديثاً طويلاً ـ جرى له مع المهدي عليهالسلام ومع بعض خواصّه ، من جملته أن قال له : « ما فعل فلان؟ » ـ قال : وسمّى بعض إخواني المستبصرين (١) ـ قلت : ببرقة (٢) قال : « صدقت ، ففلان؟ » ـ وسمّى رفيقاً لي مجتهداً في العبادة ، مستبصراً في الديانة ـ فقلت : في الاسكندرية ، حتّى سمّى لي عدّة من إخواني.
ثمّ ذكر اسماً غريباً فقال : « ما فعل نقفور؟ » قلت : لا أعرفه ، قال : « وكيف تعرفه (٣) وهو رومي يهديه الله فيخرج ناصراً من قسطنطنية » (٤) ثمّ سألني عن رجل آخر فقلت : لا أعرفه ، فقال : « هذا رجل من أهل هيت (٥) من أنصار مولاي عليهالسلام ، إمض إلى أصحابك فقل لهم : نرجو أن يكون قد أذن الله في الانتصار للمستضعفين ، وفي الانتقام من الظالمين » (٦).
أقول : من المستبعد جدّاً بل من المحال عادة بقاء المذكورين إلى الآن ، بل قد ماتوا قطعاً ، وإلا لظهر لهم خبر وأثر ، وكانوا من جملة المعمّرين ، وصاروا أشهر من نار على علم ، وقد حكم بأنّهم من أنصار القائم عليهالسلام ، فلابدّ من القول برجعتهم.
السابع والسبعون : ما رواه الشيخ في أواخر كتاب « الغيبة » : عن الفضل بن
____________
١ ـ في « ح » : المتبصّرين.
٢ ـ بَرْقَةُ : اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الاسكندرية وإفريقية ، واسم مدينتها : انطابلس. معجم البلدان ١ : ٤٦٢ / ١٦٩٦.
٣ ـ « ح » : لا تعرفه.
٤ ـ في « ش ، ك » : قسنطينية. وكلاهما صحيح.
٥ ـ هيت : بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ، ذات نخل كثير وخيرات واسعة ، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم. معجم البلدان ٥ : ٤٨٢ / ١٢٧٧٧.
٦ ـ الغيبة للطوسي : ٢٥٦ / ضمن حديث ٢٢٤.