أريد ضميناً يضمن لي أنّك تعود إنساناً ، فإنّي (١) أخاف أن تعود قرداً فلا أتمكَّن من استرجاع ما أخذت منّي (٢) « انتهى ».
وممّا يدلّ على أنّ صحّة الرجعة قد صارت ضروريّة عند كلّ من تتبّع الأحاديث ، إنّك لا تجد في الضروريّات كوجوب الصلاة وتحريم الزنا أكثر من الأحاديث الدالّة على صحّة الرجعة.
وممّا يدلّ على ذلك أنّ العامّة قد نقلوا في كتبهم عن الإماميّة أنّهم قائلون بالرجعة وأنكروا عليهم ذلك ، فمنهم الرازي ، والنيشابوري ، والزمخشري ، والشهرستاني ، وابن أبي الحديد وغيرهم ، فقد ذكروا أنّ الشيعة تعتقد صحّة الرجعة ، وأنكروا عليهم ذلك (٣) ، وهو دالّ على صحّتها وأنّها من خواصّ الشيعة وضروريّات مذهبهم.
قال محمّد بن عبد الكريم الشهرستاني في كتاب « الملل والنحل » في بحث الجعفريّة القائلين بإمامة جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام ما هذا لفظه : وهو ذو علم غزير في الدين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا ، وقد أقام بالمدينة مدّة يفيد المنتمين (٤) إليه من الشيعة أسرار العلوم ـ إلى أن قال ـ : وقد تبرّأ (٥) من خصائص مذاهب الرافضة وحماقاتهم من القول بالغيبة والرجعة والبداء ، ثمّ قال : لكنّ الشيعة بعده افترقوا وانتحل كلّ واحد منهم مذهباً ، وأراد أن يروّج على أصحابه فنسبه إليه وربطه به ، والسيِّد بريء من ذلك (٦) « انتهى ».
__________________
١ ـ من قوله : ( اُريد ضميناً ) إلى هنا لم يرد في « ط ».
٢ ـ رجال النجاشي : ٣٢٥ / ٨٨٦.
٣ ـ من قوله : ( فمنهم الرازي ) إلى هنا لم يرد في « ك ».
٤ ـ في « ش ، ك » : المنتهين.
٥ ـ في « ح » : يرى.
٦ ـ الملل والنحل ١ : ١٦٦.