ومن العجائب أنه بسلاحهم |
|
أرداهم تحت الحضيض الداني |
كانت نواصينا بأيديهم فما |
|
منا لهم إلا أسير عان |
فغدت نواصيهم بأيدينا فما |
|
يلقوننا الا بحبل أمان |
وغدت ملوكهم مماليكا لأنص |
|
ار الرسول بمنة الرحمن |
وأتت جنودهم التي صالوا بها |
|
منقادة لعساكر الايمان |
يدري بهذا من له خبر بما |
|
قد قاله في ربه الفئتان |
والفدم يوحشنا ولكن هناكم |
|
فحضوره ومغيبه سيان |
* * *
الشرح : بعد أن عدد المؤلف كتب الشيخ التي خلفها من بعده منارا للسالكين وهدى للمستعصرين ، وحجة دامغة فوق رءوس المبطلين ، أراد أن يشيد بما كان له من مواقف في نصرة الحق والذب عن دين الله وكتابه ورسوله ، وما اتصف به في ذلك من مضاء العزيمة وعظيم الجرأة وصدق الإيمان ، حتى أظهر فضائح خصومه وكشف عن جهلهم وأبان عن تناقضهم وتلبيسهم ، وما زال بهم يأخذهم بصولة الحق حتى كساهم ثياب الذلة ، وجردهم مما كانوا ينعمون به من الجاه والشهرة والنفوذ والسلطان ، وصيرهم في أسفل مكان بعد أن كانوا أعلام الأقطار والبلدان ومن العجيب أنه لم يحاربهم إلا بنفس سلاحهم ، وهو سلاح العقل والمنطق الذي كانوا يتطاولون به على أهل السنة ، ويرمونهم من أجل جهلهم به بأقبح الألقاب كقولهم حشوية ونوابت ونحو ذلك ، فكان أهل السنة من أجل ذلك في ذلة وانكسار ، وكانوا يتوارون بمذهبهم عن الأنظار ، حتى جاء شيخ الإسلام فأقام مذهب الحق على دعائم متينة من العقل ، وحمل على المذاهب الباطلة بنفس السلاح حتى كسرهم لأهل الحق كسرة غدت بها نواصيهم مأخوذة بأيديهم بعد أن كانوا هم الآخذين بنواصيهم ، وغدا ملوكهم عبيدا لأهل الحق وأنصار الرسول بفضل الله عزوجل ومنته ، وغدت جنودهم التي كانوا يصولون بها أذلاء منقادين لعساكر المؤمنين والموحدين ولا يدرك الحق ونصرته إلا من كان له خبرة بما قاله الفريقان من المثبتين والمعطلين في الله رب العالمين.