من شكوى فاجعلوا شكواكم إلى الوحيين من الكتاب والسنة ، فإنهما اللذان أمرتم أن تردوا ما تنازعتم فيه إليهما في قوله تعالى : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء : ٥٩] ولا تجعلوا شكواكم إلى من لا نصفة عنده من قاض أو سلطان تستعدونه وتغرونه بأهل الحق والإيمان.
ونحن نجيبكم حينئذ بمعارضة لدليلكم جوابا فيه الشفاء والهدى لعقولكم الضالة الحائرة.
فنقول لكم : إن إثبات الصفات حق لا ريب فيه ، كما تقتضي ذلك البراهين المكاثرة من العقل والنقل والفطرة ، وحينئذ فالجسم إن كان لازما لثبوتها فهو حق وصواب ونمنع بطلانه وننازعكم في هذا البطلان ، وإن لم يكن لازما على ثبوت الصفات منعنا الملازمة ، ويكون تشنيعكم علينا بهذا الإلزام بهتا ومكابرة. والحل أن منعنا لإحدى المقدمتين من دليلكم أمر بين لا خفاء فيه ، فنحن إما أن نمنع اللزوم ونقول أنه لا يلزم الجسم على ثبوت الصفات ، وإما أن نمنع بطلان اللازم الذي هو الجسم الذي زعمتم بطلانه.
فهذا دليلكم المتهافت الذي نصبتموه طاغوتا نفيتم من أجله صفات الرحمن انظروا إلى ما صار إليه من ذلة وهوان.
* * *
فصل
في مبدأ العداوة الواقعة بين المثبتين الموحدين
وبين النفاة المعطلين
يا قوم تدرون العداوة بيننا |
|
من أجل ما ذا في قديم زمان |
انا تحيزنا إلى القرآن والن |
|
قل الصحيح مفسر القرآن |
وكذا إلى العقل الصريح وفطرة الر |
|
حمن قبل تغير الإنسان |