يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته (التدمرية) :
(والمقصود أن الروح إذا كانت موجودة حية عالمة قادرة سمعية بصيرة تصعد وتنزل وتذهب وتجيء ونحو ذلك من الصفات ، والعقول قاصرة عن تكييفها وتحديدها ، لأنهم لم يشاهدوا لها نظيرا ، والشيء إنما تدرك حقيقته بمشاهدته أو مشاهدة نظيره ، فإذا كانت الروح متصفة بهذه الصفات مع عدم مماثلتها لما يشاهد من المخلوقات فالخالق أولى بمباينته لمخلوقاته مع اتصافه بما يستحقه من أسمائه وصفاته).
* * *
فصل
في بيان شرط كفاية النصين والاستغناء بالوحيين
وكفاية النصّين مشروط بتج |
|
ريد التلقي عنها لمعان |
وكذاك مشروط بخلع قيودهم |
|
فقيودهم غل إلى الأذقان |
وكذاك مشروط بهدم قواعد |
|
ما أنزلت ببيانها الوحيان |
وكذاك مشروط بإقدام على |
|
الآراء إن عريت عن البرهان |
بالرد والابطال لا تعبأ بها |
|
شيئا إذا ما فاتها النصان |
لو لا القواعد والقيود وهذه |
|
الآراء لاتّسعت عرى الإيمان |
لكنها والله ضيقة العرى |
|
فاحتاجت الأيدي لذاك توان |
وتعطلت من أجلها والله أع |
|
داد من النصّين ذات بيان |
الشرح : وإذا كانت نصوص الكتاب والسنة فيهما الكفاية والشفاء لمعرفة الدين كله أصوله وفروعه ، فإن تلك الكفاية مشروطة بشروط لا بد من اعتبارها في ذلك.
أولا : أن يقوم الملتقي عنهما بالتجريد لما يفهم منها من معان بأن لا يصرف نصوصهما إلى معان أخر بتأويل لا دليل عليه ولا موجب له.