عباس : ليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء ، وبينها كذلك قدر يسير من التشابه ، وهو اشتراكها في المعنى الكلي الحاصل في الأذهان. قال المؤلف في (حادي الأرواح).
(فذكر سبحانه هذه الأجناس الأربعة ، ونفى عن كل واحد منها الآفة التي تعرض له في الدنيا ، فآفة الماء أن يأسن ويأجن من طول مكثه ، وآفة اللبن أن يتغير طعمه إلى الحموضة وأن يصير قارصا ، وآفة الخمر كراهة مذاقها المنافي للذة شربها ، وآفة العسل عدم تصفيته).
* * *
فصل
في طعام أهل الجنة
وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم |
|
ولحوم طير ناعم وسمان |
وفواكه شتى بحسب مناهم |
|
يا شبعة كملت لذي الإيمان |
لحم وخمر والنسا وفواكه |
|
والطيب مع روح ومع ريحان |
وصحافهم ذهب تطوف عليهم |
|
بأكف خدام من الولدان |
وانظر إلى جعل اللذاذة للعيو |
|
ن وشهوة للنفس في القرآن |
للعين منها لذة تدعو إلى |
|
شهواتها بالنفس والأمران |
سبب التناول وهو يوجب لذة |
|
أخرى سوى ما نالت العينان |
الشرح : يعني أن طعام أهل الجنة هو كل ما تتطلبه نفوسهم من لحوم الطير السمان والفواكه المتنوعة ، كما قال تعالى : (وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) [الواقعة: ٢٠ ، ٢١] وكما قال : (لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ) [يس : ٥٧] ويأكلون منها وفق ما يتمنونه حتى يمتلئون شبعا ، فلهم فيها لحم طيب نضيج وخمر معتقة لذة للشاربين ونساء طاهرات من الحيض ومن كل قذر ، وفواكه لا يصيبها عفن ولا عطب ، ولهم فيها أريج الطيب وشذى الروح والريحان ، فطاب لهم فيها كل شيء ، من مطعوم ومشروب ومنكوح ومشموم.