فصل
في بيان أن المصيبة التي حلت بأهل التعطيل والكفران
من جهة الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان
يا قوم أصل بلائكم أسماء لم |
|
ينزل بها الرحمن من سلطان |
هي عكستكم غاية التعكيس واقت |
|
لعت دياركم من الأركان |
فتهدمت تلك القصور وأوحشت |
|
منكم ربوع العلم والإيمان |
والذنب ذنبكم قبلتم لفظها |
|
من غير تفصيل ولا فرقان |
وهي التي اشتملت على أمرين من |
|
حق وأمر واضح البطلان |
سميتم عرش المهيمن حيّزا |
|
والاستواء تحيزا بمكان |
وجعلتم فوق السموات العلى |
|
جهة وسقتم نفي ذا بوزان |
وجعلتم الإثبات تشبيها وتج |
|
سيما وهذا غاية البهتان |
وجعلتم الموصوف جسما قابل الا |
|
عراض والأكوان والألوان |
وجعلتم أوصافه عرضا وه |
|
ذا كله جسر إلى النكران |
* * *
الشرح : يخاطب المؤلف بهذه الأبيات جماعة النفي والتعطيل فيقول لهم : إن سر دائكم وأصل بلائكم هو استعمالكم لأسماء لم تقم عليها حجة ولا أصل لها في كتاب ولا سنة ، فهذا هو الذي قلب عليكم أمركم ، وأفسد علمكم وإيمانكم ، فاقتلع بيته من جذوره حتى تهدمت أركانه وسقط بنيانه ، فأقفرت منكم هاتيك الربوع ، وكنتم أنتم الذين جنيتم على أنفسكم حيث عمدتم إلى الفاظ موهمة كل منها يحتمل معنى حقا وآخر باطلا فقبلتموها على إجمالها من غير تفصيل يتبين منه ما يصح من معانيها وما لا يصح ، فيثبت المعنى الصحيح وينفى غيره فقد سميتم عرش الرحمن حيزا ولم تفرقوا بين ما كان من الأحياز وجوديا داخل هذا