فصل
في النوع الرابع من أنواعه
هذا ورابعها فتوحيد لدى |
|
جبريهم هو غاية العرفان |
العبد ميت ما له فعل ولكن ما |
|
ترى هو فعل ذي السلطان |
والله فاعل فعلنا من طاعة |
|
ومن الفسوق وسائر العصيان |
هي فعل رب العالمين حقيقة |
|
ليست بفعل قط للإنسان |
فالعبد ميت وهو مجبور على |
|
أفعاله كالميت في الأكفان |
وهو الملوم على فعال إلهه |
|
فيه وداخل جاحم النيران |
يا ويحه المسكين مظلوم يرى |
|
في صورة العبد الظلوم الجاني |
لكن نقول بأنه هو ظالم |
|
في نفسه أدبا مع الرحمن |
هذا هو التوحيد عند فريقهم |
|
من كل جبري خبيث جنان |
الكل عند غلاتهم طاعات |
|
ما ثم في التحقيق من عصيان |
والشرك عندهم اعتقادك فاعلا |
|
غير الإله المالك الديان |
فانظر إلى التوحيد عند القوم ما |
|
فيه من الإشراك والكفران |
ما عندهم والله شيء غيره |
|
هاتيك كتبهم بكل مكان |
أترى أبا جهل وشيعته رأوا |
|
من خالق ثان لذي الأكوان |
أم كلهم جمعا أقروا أنه |
|
هو وحده الخلاق للإنسان |
فإذا ادّعيتم أن هذا غاية التوحيد |
|
صار الشرك ذا بطلان |
فالناس كلهم أقروا أنه |
|
هو وحده الخلاق ليس اثنان |
إلا المجوس فإنّهم قالوا |
|
بأن الشر خالقه إله ثان |
الشرح : والرابع من أنواع التوحيد المخالف لتوحيد الرسل عليهم الصلاة والسلام هو توحيد أصحاب مذهب الجبر الذين يزعمون أنه نهاية التحقيق وغاية المعرفة وهو يقوم على أن العبد في حقيقته ميت أو جماد لا حس فيه ولا حركة ولا فعل له ، بل كل ما يصدر عنه من أفعال هو فعل الله الذي هو القادر وحده