واللفظ بالتوحيد نجعله مكا |
|
ن اللفظ بالتركيب في التبيان |
واللفظ بالتوحيد أولى بالصفا |
|
ت وبالعلو لمن له أذنان |
هذا هو التوحيد عند الرسل لا |
|
أصحاب جهم شيعة الكفران |
الشرح : فأنتم تقولون إنما نفينا الصفات ونفينا علوه على المخلوقات خوفا من التركيب المستلزم للافتقار الذي هو أمارة الامكان ، فتركيب الدليل عندكم هكذا (لو كان موصوفا لكان مركبا) مع أن الوصف والتركيب متحدان مفهوما أو هكذا (لو كان فوق العرش كان مركبا) مع أن الفوق والتركيب متحدان متفقان ، فيؤول دليلكم إلى نفي التركيب بالتركيب ، أي إلى نفي الشيء بنفسه مع تغيير إحدى اللفظتين بأخرى ، وبذلك يصبح برهانكم عقيما من حيث الشكل غير منتج ، لأن الملزوم فيه عين اللازم ، فكأنكم قلتم : لو كان موصوفا لكان موصوفا. هذا حاصل برهانكم ، وحينئذ نقول لكم : ما ذا تعنون بقولكم (لكان مركبا) فإن عنيتم به معنى صحيحا ، وهو أن يكون موصوفا ، وجعلتم ذلك دليلا على إبطال الصفات ، عمدنا إلى هذا المعنى الصحيح وخلصناه من هذه الكلمة ونبذناها نبذ النواة ، فهي لفظة بدعية قبيحة توسل بها إلى غرض فاسد وهو نفي صفات الحق تبارك وتعالى ، وأخذنا لفظة التوحيد وجعلناها مكان تلك اللفظة البدعية في الخطاب ولا شك أن لفظة التوحيد أولى من تلك الكلمة التي تموهون بها ، فإن لفظة التوحيد تتفق مع إثبات الصفات لله وإثبات علوه على خلقه عند من يسمع ويعقل. وهذا هو التوحيد الذي جاءت به رسل الله عليهم الصلاة والسلام لا توحيد الجهمية أهل التعطيل والكفران.
* * *
فصل
في أقسام التوحيد
والفرق بين توحيد المرسلين وتوحيد النفاة المعطلين
فاسمع إذا أنواعه هي خمسة |
|
قد حصلت أقسامها ببيان |
توحيد أتباع ابن سينا وهو من |
|
سوب لأرسطو من اليونان |