الشرح : فانظر يا أخا العقل والإنصاف إلى الفرق الواضح بين أحكامنا في خصومنا مع جحدهم للنصوص ومخالفتهم لمقتضى القرآن. ثم انظر إلى أحكامهم فينا حيث كفرونا من أجل أننا خالفناهم في آرائهم خلافا اضطرنا إليه وقوفنا مع الوحيين من السنة والقرآن ، فهل يستوي هذان الحكمان عند الله عزوجل وعند رسوله صلىاللهعليهوسلم وعند ذوي الإيمان ، إنه ليس لأحد من الناس أن يكفر أحدا لمخالفته له في رأيه ، بل التكفير حق لله ورسوله وحدهما ، فلا يثبت إلا بالنص ولا يقع برأي أحد ولا بقوله ، فمن كفره الله ورسوله فهو الكافر حقا ، فتعالوا إذا نحتكم إلى النصين من السنة والقرآن لنعرف أي الحزبين منا ومنكم على الكفر أو على الإيمان ، فليهنكم أنكم كفرتمونا وقد شهدت بإسلامنا وإيماننا النصان. لكن غاية ما يمكن أن يحكم به علينا أننا لسنا بمعصومين ، فقد نخطئ خطأ يصير لنا به أجر واحد إن فاتنا من أجرنا الكفلان ، فهل هذا يصلح أن يكون مكفرا يا أمة العدوان ، فالرسول صلىاللهعليهوسلم قد حكم لنا بأجر إن أخطأنا ، وإن أصبنا فلنا أجران ، وأما أنتم فكفرتمونا بالدعوى بلا برهان ، فاجترأتم على تكفير من شهد له الرسول بأنه على الإيمان.
فصار لنا من الرسول ثنتان ، إما أجر أو أجران ، ولنا من عندكم خصلة واحدة وهي الحكم بالكفران ، فهل أنتما بعد متساويان.
* * *
فصل
في تلاعب المكفرين لأهل السنة والإيمان
بالدين كتلاعب الصبيان
كم ذا التلاعب منكم بالدين وال |
|
إيمان مثل تلاعب الصبيان |
خسفت قلوبكم كما خسفت عقو |
|
لكم فلا تزكو على القرآن |
كم ذا تقولوا مجمل ومفصل |
|
وظواهر عزلت عن الإيقان |
حتى إذا رأى الرجال أتاكم |
|
فاسمع لما يوصي بلا برهان |