تلتفتوا إلى قول من يجرحهم أو يطعن فيهم ، وقولوا له أن عدالتهم قطعية قد حكم بها الحكام وقبلها القضاة ، فالطعن فيها مستحيل ، ومن أراد أن يقدح في عدالتهم فليستند على ظهر متين.
* * *
فصل
في حال العدو الثاني
أو حاسد قد بات يغلي صدره |
|
بعداوتي كالمرجل الملآن |
لو قلت هذا البحر قال مكذبا |
|
هذا السراب يكون بالقيعان |
أو قلت هذي الشمس قال مباهتا |
|
الشمس لم تطلع إلى ذا الآن |
أو قلت قال الله قال رسوله |
|
غضب الخبيث وجاء بالكتمان |
أو حرف القرآن عن موضوعه |
|
تحريف كذاب على القرآن |
صال النصوص عليه فهو بدفعها |
|
متوكل بالدأب والديدان |
فكلامه في النص عند خلافه |
|
من باب دفع الصائل الطعان |
فالقصد دفع النص عن مدلوله |
|
كيلا يصول اذا التقى الزحفان |
الشرح : وأما الصنف الثاني من الخصوم فهو حاسد شانئ قد رأى تفوق المؤلف في العلم وبزه للأقران ، فامتلأ قلبه منه بالحسد والشنآن وباتت مراجل غيظه تغلي منه كغلي المرجل الملآن ، فجعل همه ووكده دفع كلامه وردّه ولو كان في غاية الوضوح والبيان وكان صدقه باديا للعيان ، فلو قال هذا هو البحر ، لقال هذا العدو الكاشح إنه ليس بحرا ، بل هو سراب بقيعة ، ولو قال هذه الشمس طالعة تملأ الأفق ، لقال هذا الخبيث مباهتا إننا لا نزال بليل وأن الشمس لم تطلع بعد ، ولو أورد المؤلف النصوص من الكتاب والسنة محتجا بها ، عمد هذا الشرير إلى كتمانها أو حرّف الكلم عن مواضعه تحريف مكذب بها ، فهو يخشى صولة النصوص على آرائه المتهافتة فيبادر إلى ردها.
ويجعل ذلك هجيراه وديدنه ، فكلامه في النص بالتحريف والتأويل عند