على نفسك بالحرمان ، فإن الحرمان نصيب الكسول الجبان ، فتقدم غير هياب ولا كسلان ، ومن النفس بالوصال ، واهجر جميع العوائق التي تقطعك وتعوقك عن بلوغ الآمال ونيل المنى والأمان ، فتلك هي عدوك اللدود وإن كانت من أقرب المقربين ، وأما حبيبك فهو الذي يعينك على بلوغ غرضك ويساعدك على قطع الطريق إلى ما تشتهي وتريد.
* * *
فصل
في تيسير السير إلى الله على المثبتين الموحدين وامتناعه على
المعطلين والمشركين
يا قاعدا سارت به أنفاسه |
|
سير البريد وليس بالذملان |
حتى متى هذا الرقاد وقد سرى |
|
وفد المحبة مع أولى الإحسان؟ |
وحدت بهم عزماتهم نحو العلى |
|
لا حادي الركبان والاظعان |
ركبوا العزائم واعتلوا بظهورها |
|
وسروا فما حنوا إلى نعمان |
ساروا رويدا ثم جاءوا أولا |
|
سير الدليل يؤم بالركبان |
ساروا بإثبات الصفات إليه لا الت |
|
عطيل والتحريف والنكران |
عرفوه بالأوصاف فامتلأت قلو |
|
بهم له بالحب والإيمان |
فتطايرت تلك القلوب إليه بال |
|
أشواق إذ ملئت من العرفان |
وأشدهم حبا له أدراهم |
|
بصفاته وحقائق القرآن |
فالحب يتبع للشعور بحسبه |
|
يقوى ويضعف ذاك ذو تبيان |
الشرح : يخاطب المؤلف هذا القاعد المتخلف الذي تسير به أنفاسه اللاهثة سير ركائب البريد الوانية المتباطئة : لا سير الذوامل النشيطة الساعية فيقول له : حتى متى تغط في نومك وتهيم في وادي غفلاتك ، وقد استيقظ الأكياس المحبون وجدوا في السير مع أهل الإحسان المخلصين ، وشحذوا العزائم فنهضت بهم نحو