في تلك الصور الخارجية. فلذلك كان حكمهما على الإنسان نافذا وكان نقص الإنسان بسبب سيطرة هاتين القوتين عليه ظاهرا ، فإذا استطاع ان يجرد علمه عن تأثير الحس والخيال بل وعن عقله أيضا ، فإن العقل لا يقر به من شهود الحقيقة لأنه لا يحكم إلا في نطاق المحسوسات ، وإذا استطاع ان يمزق كل هذه الحجب الغليظة التي تمنعه من إدراك الحقيقة من الوهم والحس والخيال ، وما في ذهنه من علوم ومعقولات فهنالك يصير موحّدا التوحيد الحق حيث يشهد أن هذا الوجود كله بشتى مظاهره وصنوف تعيناته هو حقيقة الديان ، سبحانه وتعالى عن هذا الهذيان ، والشرك عندهم هو ضد هذا الشهود من تنويع الموجودات واعتقاد كثرتها جريا مع الوهم والخيال ، وقد خاصمهم في هذا بعض العلماء واحتج عليهم بما في القرآن من التفرقة بين وجود الخالق ووجود المخلوق فردوا عليه بأن القرآن كتاب شرك وأما التوحيد الحق فهو ما نحن عليه من نفي كل فرق وكل اثنينية في الوجود ، فليس هناك رب وعبد ، وإنما هناك موجود واحد فرد لا ثاني له. ومن العجب أنهم مع هذا الخلط والبهتان يزعمون لأنفسهم أنهم هم أولو التحقيق والعرفان فلله في خلقه شئون.
* * *
فصل
في النوع الثالث من التوحيد لأهل الإلحاد
هذا وثالثها هو التوحيد عن |
|
د الجهم تعطيل بلا إيمان |
نفي الصفات مع العلو كذاك نف |
|
س كلامه بالوحي والقرآن |
فالعرش ليس عليه شيء بتة |
|
لكنه خلو من الرحمن |
ما فرقة رب يطاع ولا علي |
|
ه للورى من خالق رحمن |
بل حظ عرش الرب عند فريقهم |
|
منه كحظ الأسفل التحتاني |
فهو المعطل عن نعوت كماله |
|
وعن الكلام وعن جميع معان |
وانظر إلى ما قد حكينا عنه في |
|
مبدأ القصيد حكاية التبيان |