كيفيتها ، ولكنا نعلم يقينا أن موسى قد مات ، وعلى هذا النحو نحمل بقية الأحاديث إذا فرض صحتها ، وإلا فدون ذلك خرط القتاد.
* * *
فصل
في الجواب عما احتجوا به في هذه المسألة
فيقال أصل دليلكم في ذاك |
|
حجتنا عليكم وهي ذات بيان |
إن الشهيد حياته منصوصة |
|
لا بالقياس القائم الأركان |
هذا مع النهي المؤكد أننا |
|
ندعوه ميتا ذاك في القرآن |
ونساؤه حل لنا من بعده |
|
والمال مقسوم على السهمان |
هذا وأن الأرض تأكل لحمه |
|
وسباعها مع أمة الديدان |
لكنه مع ذاك حيّ فارح |
|
مستبشر بكرامة الرحمن |
فالرسل أولى بالحياة لديه مع |
|
موت الجسوم وهذه الأبدان |
وهي الطرية في التراب وأكلها |
|
فهو الحرام عليه بالبرهان ، |
ولبعض أتباع الرسول يكون ذا |
|
أيضا وقد وجدوه رأي عيان |
فانظر إلى قلب الدليل عليهم |
|
حرفا بحرف ظاهر التبيان |
الشرح : فيقال لهؤلاء أن ما جعلتموه أصلا لدليلكم وهو حياة الشهداء قد أصبح حجة عليكم لا لكم ، وبيان ذلك أن حياة الشهيد ثابتة بالنص في قوله تعالى (بَلْ أَحْياءٌ) وليس ثبوتها بالقياس المستوفى لأركانه ، كما ورد النهي الصريح في القرآن عن تسمية الشهيد ميتا في قوله تعالى (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ) [البقرة : ٥٤] ومع ذلك فلم تقتض هذه الحياة شيئا مما جعلتموه دليلا على حياة الرسول صلىاللهعليهوسلم في قبره ، فإن نساءه ـ أي الشهيد ـ حلال لنا بعد موته وماله مقسوم بين ورثته ولحمه تأكله الأرض وسباع الوحش والطير وجماعة الديدان. ومع ذلك فهو حي كما أخبر الله ، فرح مستبشر بكرامة الله