ورضوانه. فدل ذلك على أن حياة الشهداء التي نص عليها القرآن ليست هي تلك الحياة الجسدية في القبر ، ولكنها حياة لأرواحهم عند الله ، وقد فسرها الرسول صلىاللهعليهوسلم بأن أرواحهم تجعل في حواصل طير خضر تسرح في الجنة فتأكل من ثمارها وتشرب من أنهارها ، ولا شك أن الرسل عليهم الصلاة والسلام أولى بتلك الحياة عند الله مع موت جسومهم وقد ورد أن أرواحهم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش. بل أن لجسومهم مع موتها مزية كذلك على سائر الأبدان وهي بقاؤها طرية لا تأكلها الأرض. فقد جاء في المسند والسنن من حديث أوس بن أوس عن النبي صلىاللهعليهوسلم «من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ ، قالوا يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ـ يعني قد بليت ـ قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» ورواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وكذلك أخرجه النسائي وابن ماجه.
على أن هذه المزية ثابتة أيضا لبعض أتباع الأنبياء ، وقد ثبت هذا بالمشاهدة فقد وجد بعضهم بعد موته بزمان طويل سليما لم تنقص منه الأرض شيئا ولم يسر فيه البلى والتعفن ، فانظر كيف انقلب هذا الدليل عليهم حرفا بحرف وصار الذي أرادوه حجة لهم حجة ظاهرة عليهم ، وهكذا أهل الباطل دائما لا يأتون بدليل إلا كان فيه ما يفسد قولهم ويأتي على دعواهم من القواعد ولله في خلقه شئون.
* * *
لكن رسول الله خص نساؤه |
|
بخصيصة عن سائر النسوان |
خيرن بين رسوله وسواه فا |
|
خترن الرسول لصحة الإيمان |
شكر الإله لهن ذاك وربنا |
|
سبحانه للعبد ذو شكران |
قصر الرسول على أولئك رحمة |
|
منه بهن وشكر ذي الإحسان |