قال ابن القيم (وكان شيخنا يقول هذه اللفظة لا يمكن أن تكون من كلام الرسولصلىاللهعليهوسلم ، فإن الغرة لا تكون في اليد لا تكون إلا في الوجه وإطالته غير ممكنة ، إذ تدخل في الرأس فلا تسمى تلك غرة).
* * *
فصل
في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن
يا من يطوف بكعبة الحسن التي |
|
خفت بذاك الحجر والأركان |
ويظل يسعى دائما حول الصفا |
|
ومحسّر مسعاه لا العلمان |
ويروم قربان الوصال على منى |
|
والخيف يحجبه عن القربان |
فلذا تراه محرما أبدا ومو |
|
ضع حله منه فليس بدان |
يبغي التمتع مفردا من حبه |
|
متجردا يبغي شفيع قران |
فيظل بالجمرات يرمى قلبه |
|
هذى مناسكه بكل زمان |
والناس قد قضوا مناسكهم وقد |
|
حثوا ركائبهم الى الأوطان |
وحدت بهم همم لهم وعزائم |
|
نحو المنازل أول الأزمان |
رفعت لهم في السير أعلام الوصا |
|
ل فشمّروا يا خيبة الكسلان |
الشرح : في هذا الفصل والذي بعده تظهر عبقرية المؤلف وترق حواشي شعره وهو يصف عرائس الجنة وخرائدها الحسان وصفا يزري بكل ما قيل من غزل ونسيب ، ويكثر في كلامه هنا التورية ، وهو أراد معان بعيدة غير التي تعطيها ظواهر الألفاظ ، فهو ينادي هذا الذي يهيم في أودية الجمال وينشد وصل ربات الحجال وبينه وبينهن حواجز يعقنه عن الوصال ، فيظل يسعى بين صفاء يرجوه وحسرة تلوعه ، وينشد بلوغ المنى بقرب وصالها ، ولكن خوفه من العواذل والرقباء يمنعه من قربانها ، فيظل يقاسي ألم الحرمان ، ويرى يوم الوصل منه غير دان ، فهو يطلب التمتع بمحبوبه خاليا به ، وينشد شفيعا إليه يقربه منه فيظل قلبه متقدا بنار الغرام ، مشبوبا بلواذع الهجر والحرمان ، وهذه مناسكه على مدى