فإن كان قد أخطأ فله أجر وإن كان قد أصاب فله أجران ، لأنه قد قال بما أداه إليه اجتهاده وما بلغه علمه من غير أن يوجب قبول قوله ومذهبه على إنسان ، بل كل واحد من الأئمة المجتهدين نهى أن يأخذ أحد بكلامه تقليدا له من غير أن يعرف دليله ، وأوصى كل من اطلع على نص يخالف مذهبه أن يأخذ بالنص ويترك مذهبه ، فكلهم قالوا حيث يصح الحديث فهو مذهبنا ، نصحا للعباد لكي يخلصوا بذلك أنفسهم من تبعة السؤال عند الله يوم القيامة.
فهؤلاء المجتهدون على رجاء من المغفرة ، ولكن الخوف كله على هؤلاء المقلدين المتعصبين لمذاهب أئمتهم ، بحيث يتركون النصوص لأجلها ، وإذا أراد أحدهم الإحسان والتوفيق بين هذه النصوص وبين قول امامه أولها تأويلات بعيدة ومتكلفة ، يحمل الألفاظ فيها ما لا تحتمله ، وقال في ذلك ما لو قاله خصمه ذو الشأن والشهرة لرماه بالحمق وفساد الرأي ولشنع عليه اعظم التشنيع.
* * *
فصل
في لازم المذهب هل هو مذهب أم لا؟
ولوازم المعنى تراد بذكره |
|
من عارف بلزومها الحقاني |
وسواه ليس بلازم في حقه |
|
قصد اللوازم وهي ذو تبيان |
إذ قد يكون لزومها المجهول أو |
|
قد كان يعلمه بلا نكران |
لكن عرته غفلة بلزومها |
|
إذ كان ذا سهو وذا نسيان |
ولذاك لم يك لازما لمذاهب ال |
|
علماء مذهبهم بلا برهان |
فالمقدمون على حكاية ذاك مذ |
|
هبهم أولو جهل مع العدوان |
لا فرق بين ظهوره وخفائه |
|
قد يذهلون عن اللزوم الداني |
سيما إذا ما كان ليس بلازم |
|
لكن يظن لزومه بجنان |
لا تشهدوا بالزور ويحكم على |
|
ما تلزمون شهادة البهتان |